دوار خفيف سيلف جسدك حتى تخلد إلى الاسترخاء. وعندما تستيقظ ستجد أنك خارج من كوابيسك إلى أن تنتظم الفوضى وتفتضح الخيانات. ستمر الكارثة والكل سيصمد لإزالة آثارها والبناء من جديد فوقها. ستجد نفسك آمناً في أحد تلك الأبنية التي لطالما أردت أن تسكن بها، عوضاً عن بيت يملأ جدرانه ملح الأرض التي تتفجر بالغضب. ستجلس بعد يوم عمل صعب، تهل عليك امرأة في قميص نوم وردي لامع، ستكون المرأة التي لطالما تمنيت وعلى الطريقة التي تحب. ستمسح التعب عن جسدك وتزيل عنك عبء الصمت لتحكي وتسهب وتكرر وتستمر وهي تتابع ولا تشعر معك بمرور الوقت، تمنحك السكينة حتى يحل عليكما ذلك النوع من الصمت الذي لا يوقظ الصغار، نعم سيكون لك أطفال يملأون فراغات العمر الذي مر، ويحبونك كما لم يحببك أحد. ما زلت منتبهاً. يجذبك الواقع بتفصيلاته، انسَ، فأنت تعبت من ارتقاب الغد. كل شيء سيختلف عما اعتدت، ستصبح أكثر طيبة وقدرة على الضحك. والابتسامة ستصعد إلى وجهك بكل يسر، وتحرك قلبك الأغنيات القديمة التي ترتمي فى أذنيك وأنت تسير على رصيف ممتد غير عابئ بشيء. وستجد الوقت لتسأل جدك عن أسباب كراهيته للزعيم، وكي يملأك بالحكمة صوت الشيخ مصطفى اسماعيل، ويعلو أداء النقشبندي بروحك إلى مرتبة من السمو. صداع خفيف يثقل على رأسك؟ هذا مجرد عرض، سيزول لو استسلمت وستصبح أكثر صفاء وقدرة على التركيز. اشرب آخر جرعة واسترخ، لا تحاول الفهم من جديد، لأن الواقع الذي يجذبك إلى الخلف سينهار بمجرد عبورك إلى هناك. ألم تتعب بعد؟ ألم تفهم أن دورك في هذا الزمن انتهى؟ وأنه بات عليك الرحيل من دون حمل حقيبة واحدة؟ تخيل لو أن الحب ساد ولو أن البنت الحلوة أذعنت لمنطق الولد الرومانسي وانتظرته لأعوام وأعوام حتى يعود إليها وهو رجل. هناك حيث تقول بكل إيمان ليس هناك أفضل من هنا. أنت عنيد أكثر مما توقعت لذلك سأمنحك جرعة من مشروبي، إنه أيضاً خيالي ولكن طعمه مقبول. تماماً مثلما تكون الحياة وأنت تفقدها على التوالي وبلا انقطاع وهي الي لم تمنحك غير بقايا الآخرين لتصبح مجرد عابر سبيل على فراش من أشواك تحملها في جسدك. اذهب بسلام وسوف ألحق بك، كم سيكون مشوقاً أن ندخل عالماً من تصورات والوهم من أوسع باب، ولسنا بحاجة لأن نبرز بطاقات الدعوة. أنا وأنت سنكون هناك لما يحين الوقت، مستعدين. ولن تكون وحيداً بانتظاري، ستحاط بنسوة شفيفات وبنهر يسبح فيه الطير، والشجرة التي افتقدتها تظلل عليك. هاه، بم تشعر الآن؟ - أشعر بالظمأ. - ماعليك إلا أن تمد يديك. أين أنت؟ - أسمع صوت الريح يهز فروع الشجرة. - افتح يديك. - هناك من ينادينى باسمي. - اذهب إليه ربما تجدني عنده.