عاش سكان مدينة العيص وقراها التي تضربها هزات أرضية منذ أكثر من 25 يوماً، ليلتين عصيبتين، ومُلئت قلوبهم رعباً وجزعاً، جراء هزة أرضية بلغت قوتها 4.68 درجة على مقياس ريختر، واختلط فيها دوي صافرات إنذار الدفاع المدني - للمرة الأولى في المنطقة - بضجيج الآليات المتأهبة، وصراخ الأطفال والأسر التي غادرت منازلها هاربة من منطقة الخطر إلى المدن القريبة ومخيمات الإيواء التي أعدتها الحكومة مسبقاً. من جهته، أكد أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، أن هناك متابعة دقيقة على مدار الساعة للهزات الأرضية التي توالت على مركز العيص والقرى والهجر التابعة لها، مشيراً إلى أن جميع الجهات الحكومية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ. وأوضح أن هذا الوضع يحظى باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين والنائب الثاني، مطمئناً الأهالي بأن جميع التدابير الاحترازية اتخذت لمواجهة الاحتمالات كافة. كما أمر بتشكيل فريق عمل في مقر إمارة المنطقة يعمل على مدار الساعة، لمتابعه جميع المستجدات أولاً بأول، وضمان تقديم جميع الخدمات اللازمة للمواطنين الذين يتم إخلاؤهم من منازلهم، داعياً جميع أهالي العيص والقرى والهجر التابعة لها إلى الاتصال بمكتبه فوراً وعلى مدار ال24 ساعة عند وجود أي نقص في الخدمات المقدمة لهم أو لأبنائهم على الأرقام الآتية: الرقم المجاني (8004420013)، أو على الرقم المباشر (8213333). وفي الوقت الذي بدأت الفرق الحكومية المرابطة في المنطقة منذ بداية تعرضها للهزات الأرضية (قبل نحو شهر) عمليات الإجلاء، إذ نصبت مخيمات إيواء تتسع ل 60 ألف مواطن، الى جانب حصر الفنادق والشقق المفروشة في المدن المجاورة تمهيداً لنقل النازحين إليها، توافد عدد كبير من الأهالي إلى مركز الدفاع المدني لأخذ تصاريح السكن في المناطق المعدة، بعد أن شعروا بتزايد الخطر وارتفاع حدة الهزات يوماً بعد آخر. وشوهدت نحو 35 حافلة تقل مواطنين صباح أمس، بعد أن كان «المرابطون» وجّهوهم ليلاً عبر مكبرات الصوت الى المبيت في أفنية المنازل أو في الأودية، إضافة إلى تواصل مستمر للتحذيرات والتوجيهات عبر المكبرات لضمان سلامة السكان. ووصلت الهزات الأرضية مساء أول من أمس إلى منطقة تبوك على بعد نحو 700 كيلومتر عن مركز الهزات الأساسي في مدينة العيص، لكنها لم تحدث أي أضرار بشرية أو مادية بحسب تأكيد أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان الذي توجّه إلى منطقة الهزات ووجه الجهات الحكومية كافة باستنفار طاقاتها لتقديم كل الحاجات اللازمة للأهالي.