لا يزال سكان قرية العيص مصممين على عدم الانتقال إلى أماكن الإيواء على رغم استمرار الهزات التي تجاوزت أكثر من 2500هزة خلال 22يوماً، فيما أكد مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة اللواء صالح المهوس «أنهم سيجبرون السكان على الخروج إن لزم الأمر حرصاً على حياتهم»، خصوصاً في ظل تلقي الفرق المرابطة في قرى العيص وأم مصيفات والعينة والرويضات وأبو نار وهدمة أمس بلاغات عن عودة الهزات الأرضية إلى ضرب المنطقة مجدداً. واستغرب أحد سكان قرية العيص العم صالح (70عاماً) حشود الدفاع المدني والمخيمات التي نصبت قائلاً: «أكثر من 40 سنة وهذه حال قرية العيص، وتعودنا على سماع الهزات، ولن نخرج من منازلنا»، مضيفاً «نفضل أن نموت فيها على الخروج». وعلق اللواء المهوس على مواقف أهالي العيص من التجهيزات والاستعدادات بالقول: «إن قرية العيص كانت تتعرض لهزات، ولكن لم تصل إلى هذا الارتفاع، وتعرضت قبل سنتين لهزات بعدد محدود ولم تستمر وكانت متباعدة وليست بهذه الاستمرارية ولمدة 22يوماً»، مطالباً المواطنين ب «التعاون مع الدفاع المدني وإبلاغهم بأي معلومة، والتجاوب مع الدفاع المدني، وأن ينتقلوا إلى أماكن الإيواء حرصاً عليهم من أي مكروه». وتلقت الفرق المرابطة في موقع الحدث بلاغات عدة عن الهزات التي عادت إلى الظهور أمس، فتأهبت الفرق تحسباً لأي طارئ، وشوهدت العديد من آليات الدفاع المدني تقدر ب 50 سيارة تتجه إلى المناطق التي كانت مصدر البلاغات، كما أبلغ السكان أنهم شعروا بهزة محسوسة في بعض أحياء العيص والقرى المجاورة لها، «أفزعتهم وأيقظتهم من نومهم». وفي قرية هدمة وردت أنباء عن حدوث هزه أرضية حسب ما ذكر أحد سكانها ل «الحياة»، وقال إنه سمع صوتاً كصوت الرعد، وبعد ذلك بفترة لا تتجاوز 30 ثانية حدثت هزه أرضية شعر بها الجميع. كما تعرضت قرية المرامية وخصوصاً الأحياء الجنوبية منها لهزة وصفها السكان بأنها «قوية ومدوية، وأيقظتهم من نومهم، وأدت إلى سقوط الأجسام الصغيرة كالأواني والأغراض الخفيفة»، ما دفع بالكثير منهم إلى قضاء الليل خارج منازلهم وسط الترقب وطلب الرحمة. كما روى عبدالله الصالح من سكان قرية الهدمة بالقرب من منطقة الحشود الزلزالية أنه سمع صوتاً قوياً يشبه صوت الرعد تسبب في إصدار حركة في الشبابيك والأبواب وسقف منزله، مشيراً إلى أنه قضى ليلته خارج منزله هو وأهالي القرية. وأضاف: «إن عدداً من أهالي القرية قرروا الخروج بعائلاتهم إلى المدينةالمنورة وينبع»، مشيراً إلى أنه حصل على استبانات وزعتها فرق الدفاع المدني ليجيب عن أسئلة عما لاحظه وقت حدوث الهزة. ووصف بعض سكان المرامية الهزة بأنها أقوى وأشد من جميع الهزات السابقة منذ بدايتها قبل نحو 22 يوماً، ما زاد من وتيرة الخوف والهلع بين السكان، فيما شهدت ثلاث قرى شمال غرب المدينة هزات أرضية استمرت حتى فجر أمس. وقال شهود عيان إنهم سمعوا صوتًا يشبه صوت الرعد، أعقبه ارتجاج أرضي. وأكد مدير «مدني ينبع» العقيد زهير سيبيه تلقي بلاغات من المواطنين عن وقوع هزة ، مشيراً إلى أنها لم تتجاوز أربع درجات على مقياس ريختر، ما «يعني أن الأوضاع مطمئنة»، بحسب تقارير هيئة المساحة الجيولوجية. وكشفت مصادر ل «الحياة» وجود حال تأهب قصوى في مستشفى العيص لاستقبال حالات الطوارئ، إضافة إلى عقد اجتماع طارئ لجميع الأطباء في المستشفى. من جهته، قلل أستاذ الجيوفيزياء في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور طلال مختار من خطورة الأوضاع في منطقة العيص لأنها بحسب قوله تقع في منطقة الدرع العربي والتي تتمتع بأرضية ثابتة لا يتأثر سطحها كثيراً بما يحدث في باطنه، كما أن المنطقة لا تقع في حواف الصفائح، حتى نعتقد بأن الهزات تسبب آثاراً عنيفة. وأشار مختار إلى أن ما يخيف فقط هو حدوث طفوح بركانية تصدر منه حمم على سطح الأرض وذلك مرتبط بإشارات ومقدمات كتصاعد الأبخرة والغازات، منبهاً على أهمية نقل السكان وإخراجهم من هذه المنطقة في حال حدوث هذه المقدمات، وموضحاً أن آخر طفح بركاني شهدته المنطقة كان عام 1952. وأضاف مختار: «هناك هزات تحدث في البحر الأحمر لكننا لا نشعر بها، لأن هناك ظروفاً جيولوجية تمنع من آثارها على الناس، لوجود سوائل تحت هذه في قاع البحر تمنع من حدوث هذه الموجات».