قصفت مدفعية الجيش الباكستاني أمس، مواقع حركة"طالبان"في بلدة بونير في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، حيث يحتجز المتمردون حوالى 52 جندياً ويحتلون مراكز للشرطة، في حين دعا الرئيس آصف علي زرداري الى الوحدة دعماً للهجوم ضد المتطرفين. وأعلن الجيش ان تقدم جنوده بمساندة سلاح الجو يواجه مقاومة شرسة في ثلاث بلدات هي امبيلا وبير بابا وكاركار، فيما لا تزال بونير في ايدي مقاتلي"طالبان"، والذين فجروا مركزي مراقبة للشرطة في امبيلا. وأشار الى تحرير 18 جندياً وشرطياً احتجزتهم"طالبان"الثلثاء الماضي. وبعدما توارى لأيام عن الانظار، ظهر زعيم حركة"تطبيق الشريعة"في سوات الملا صوفي محمد، المقرب من"طالبان"والذي ابرم اتفاق السلام مع الحكومة الإقليمية في سوات في شباط فبراير الماضي، قبل ان يعلن الانسحاب منه الإثنين الماضي. وخاطب حوالى الف شخص في قرية في سوات بالقول:"لن نستأنف المفاوضات مع الحكومة، الا اذا امرت بتعليق عملياتها العسكرية"التي بررها الجيش الباكستاني بإرسال الحركة حوالى 500 من ناشطيها مطلع الشهر الجاري الى منطقتي بونير ودير السفلى، وفرضهم بقوة السلاح تطبيق الشريعة وترهيبهم السكان. وعلى خلفية القلق الشديد في اسلام آباد وواشنطن من تهديد المتمردين وجود باكستان، قال الرئيس زرداري:"تمر البلاد بمرحلة حاسمة في حربها على الناشطين الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة". وأضاف:"حان الوقت لكي تضع الأمة خلافاتها السياسية جانباً، وتقدم دعماً غير مشروط لقوات الأمن، لأنها الطريقة الوحيدة لإثبات عزمنا وكي تبقى باكستان دولة معتدلة ومتطورة وديموقراطية تصون حقوق جميع مواطنيها". وأكد زرداري ان العمليات العسكرية الحالية"ضرورية"لحماية الدستور، بعدما استولت"طالبان"على منطقتين تبعدان مسافة 100 كيلومتر فقط من إسلام آباد، وفرضت الشريعة فيهما. وفي كراتشي، كبرى مدن جنوبباكستان والعاصمة الاقتصادية للبلاد والتي تعد 14 مليون نسمة، قتل 34 شخصاً على الأقل خلال يومين من اعمال عنف اتنية وسياسية وإجرامية نتجت من اشتباك ناشطين من طائفة البشتون المتحدرين من مناطق القبائل شمال غرب المحاذية للحدود مع افغانستان، ومجموعات من الشبان المسلحين الذين هاجرت عائلاتهم الى باكستان آتية من الهند بعد تقسيمها عام 1947. وتراجعت حدة التوتر قليلاً في الليل، وتقطعت الصدامات في ظل حركة مرور متقطعة. ونظم الجيش دوريات في المدينة، وأصدر أوامر بقتل مثيري الشغب فوراً. وتصاعدت التوترات بسبب تشكيك المهاجرين الذين يهيمنون على إدارة المدينة في البشتون الذين يتعاطفون بقوة مع الإسلاميين، وذلك بعد تصاعد القتال شمال غربي البلاد. نشر في العدد: 16828 ت.م: 01-05-2009 ص: 13 ط: الرياض