تتقرب اذربيجان، المستاءة من مساعي التطبيع بين تركيا وأرمينيا، من روسيا. فهي غاضبة على تركيا وليس بمتناولها وسائل ديبلوماسية مباشرة تتوسل بها للضغط على أنقرة. فلجأت الى اللعب بالنار الروسية. وهذا أثلج صدر اللوبي الروسي بأذربيجان، وهو يسعى الى زرع الشقاق بين اذربيجانوتركيا، وحمل باكو على الارتماء من جديد في احضان روسيا. ولا شك في أن روسيا، وجيشها اجتاح جورجيا واحتل جزءاً من اراضيها الصيف الماضي لكسر شوكة الغرب في القوقاز، تنظر بعين الرضى الى هذا التوتر. وزيارة الرئيس الأذري، إلهام علييف، موسكو، الاسبوع الماضي، تستوقف المراقبين. وهي جاءت إثر رفض علييف زيارة اسطنبول وحضور مؤتمر حوار الحضارات. وأعلن علييف أن هدف زيارته روسيا هو السعي الى بيع جزء من غاز بلاده، وتنويع طرق وصول الغاز الأذري الى اوروبا. وهذه الخطوة تتهدد مشروع خط نابوكو الذي تراهن تركيا عليه ممراً بديلاً عن روسيا للغاز الأذري الى الغرب. وعلت اصوات في اذربيجان تطالب بالاقتصاص من تركيا، والتوقف عن بيعها الغاز، وتحويل الخط الى روسيا. وحريّ بعلييف أن يدرك أن مشروع نابوكو حيوي للاتحاد الاوروبي الذي يريد كسر احتكار روسيا امدادات الغاز. وعليه، لن تسر الخطوة الأذرية الزعماء الاوروبيين. وباكو، وهي تقول انها حريصة على علاقاتها بالغرب وال"ناتو"والاتحاد الاوروبي، قد تعمي عينيها وهي تحاول تكحيلهما. والأذريون الذين يطلبون ود جارهم الروسي لإغاظة تركيا مدعوون الى تذكر مساعدة روسياارمينيا على احتلال اقليم قره باغ الأذري، وغيره من الاراضي الاذرية. وهذا ما يعرفه المسؤولون الأذريون حق المعرفة. ولن يعيد التقارب الأذري ? الروسي اقليم قره باغ الذي تحتله ارمينيا الى سيادة أذربيجان. فروسيا تنتهج سياسة لينينية في القوقاز شعارها"فرق تسد". وخير دليل على هذه السياسة هو اجتياح روسياجورجيا العام الماضي. * صحافي، عن"مللييت"التركية، 20 / 4 / 2009، اعداد يوسف الشريف نشر في العدد: 16819 ت.م: 22-04-2009 ص: 28 ط: الرياض