يشترك بلدان، الولاياتالمتحدةوفرنسا، في أمور كثيرة منها الرأي في قضايا أفغانستان. وفي قمة حلف الأطلسي، في 3 و4 نيسان ابريل، تعلن فرنسا انخراطها من جديد في قيادة الحلف. والحق أن الإعلان المتوقع يسرنا، هنا في الولاياتالمتحدة. وموضوع أفغانستان مسألة بارزة في جدول أعمال القمة، ويعالجها الرؤساء من باب العمل الجدي في سبيل الإعمار المدني، ومساعدة المجتمع، ومحاربة المخدرات، والعزم على تقديم الباب المدني على الجانب العسكري. ولعل في رأس ما نحتاج اليه هو فلسفة مشتركة. ونحن نسعى في مناقشة شراكتنا على صعيد الرؤساء، وعلى صعيد وزراء بلدان الحلف. ومناقشتنا تكاد تكون يومية. ولا شك في"الأفغنة"، على ما قال برنار كوشنير، عنصر جوهري في السياسة الجديدة المزمعة، فعلينا النهوض بإنشاء جيش أفغاني قادر على الدفاع عن البلد، وبناء نظام قضائي وجهاز شرطة يتعهدان أمن السكان. وهذا ما تعنيه"الأفغنة". وفي ميدان الأمن، خطونا خطوات، وننوي المتابعة. وفي أثناء الصيف، ننتظر قدوم 17 ألف جندي أميركي. ولكننا لم نحسن التعاطي، طوال السنوات الأربع أو الخمس المنصرمة، في شأن الإعمار. فينبغي جمع المساعدة، وتنسيق توزيعها مع الأطراف الدوليين. ونحن نقترح أن تتولى الأممالمتحدة المهمات هذه، بواسطة سفيرها بكابول، كاي إيده. فهو المؤهل لتحمل الأعباء المتعاظمة هذه. وينبغي ثالثاً، انشاء نظام قضائي، ومكافحة المخدرات والجريمة والفساد. ونتوقع أن يتمتع الرئيس كارزاي وحكومته بشجاعة القيام بهذه الأعباء التي ينبغي القيام بها. وخروجنا من أفغانستان رهن القضاء على نشاط الإرهابيين القادرين على مواجهة بلداننا، أولاً، ورهن استتباب حكم آمن يتولاه مسؤولون قادرون على تدبير شؤونهم، ثانياً، ولا نعلم، على وجه الدقة، عدد السنوات التي يقتضيها الشرطان. ولكن علينا القيام، على نحو ناجع، بما أهملنا القيام به. فالحق أن الحضور العسكري استنفد معظم جهدنا، ولم نعتن ما يكفي بضرورة أداء الحكومة الأفغانية دورها في ضمان مستقبل أفضل لبلدها، وتصريف شؤونه. ونحن نرحب بإعلان فرنسا استعدادها لإعداد جهاز الدرك وتدريبه، وهذا من المسائل التي نتشاور فيها مع حلفائنا، وننوي إعلان رأي فيها في قمة"الأطلسي"بعد الاتفاق مع الحلفاء. وفي شأن ايران، قام الرئيس ببادرة. ونحن نتداول الرأي فيها، وفي الجواب الإيراني، وفي الطريق التي قد تؤدي اليها. والإيرانيون مدعوون الى الندوة الدولية في 31 آذار مارس. ونأمل تلبيتهم الدعوة. ونتوقع مناقشتهم في مسائل إقليمية، ويبدو لي أن الخطوات الأولى، بعد شهرين من ولاية الرئيس، جيدة. ورحلة الرئيس أوباما الأوروبية، أوائل نيسان حاسمة. وتعقبها جردة حساب. وميزان الشهرين الأولين هو حسن التنظيم. وممثلونا بأفغانستان والشرق الأوسط وإيران، بدأوا عملهم. والنتائج جيدة. ونحن ننتظر تأليف الحكومة الإسرائيلية. ونرسم مع حلفائنا بأفغانستان استراتيجية جديدة. وباكستان مشكلة إقليمية كبيرة. وديبلوماسيتنا في ولاية باراك أوباما مختلفة عن الديبلوماسية السابقة، فنحن نرغب في محاورة العالم في المسائل التي علينا معالجتها معاً. ونحن نشدد على احترامنا حلفاءنا كلهم، والبلدان التي تستدعي أفعالها الاحترام وتستحقه. وتراعي ديبلوماسيتنا تشابك أجزاء العالم وترابطها. فمسائل الاقتصاد والطاقة والمناخ هي مسائلنا كلنا، وليست مسائل بعضنا دون بعضنا الآخر. وترغب الولاياتالمتحدة، مع الرئيس أوباما، في المشاركة في المناقشة مشاركة لا تألو جهداً في اعتبار رأي الآخرين. * مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما، جنرال في"المارينز"سابقاً، والقائد العام لقوات"الأطلسي"بأوروبا في 2003 2006، عن"لوموند"الفرنسية، 25 /3/ 2009، إعداد وضاح شرارة نشر في العدد: 16798 ت.م: 01-04-2009 ص: 24 ط: الرياض