تزايدت الأنباء في الآونة الأخيرة عن قرب رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب فريق انتر ميلان الإيطالي إلى فريق ريال مدريد الإسباني في الموسم المقبل، بعد توتر العلاقة بين المدرب المثير للجدل ورئيس النادي الإيطالي ماسيمو موراتي. وقدمت الصحف الإيطالية طوال الاسبوع الماضي سلسلة مؤشرات عن رغبة مورينيو 46 عاماً لخوض تجربة جديدة في الدوري الإسباني، على رغم أن الانتر بات قريباً من الاحتفاظ بلقب الدوري الإيطالي. ويتصدر انتر ميلان ترتيب الدوري برصيد 69 نقطة بفارق 7 نقاط عن مطارده المباشر يوفنتوس. وكانت صحيفة"صن"البريطانية كشفت في وقت سابق أن نادي مانشستر سيتي الإنكليزي الذي يترأس مجلس إدارته رجل الأعمال الإماراتي منصور المبارك، قدم عرضاً مغرياً قيمته 15 مليون جنيه استرليني في الموسم الواحد، في مقابل الحصول على خدمات مورينيو. ولا يعرف بعد ما إذا كان انتقال المدرب السابق لبنفيكا وبورتو البرتغاليين وتشلسي الإنكليزي لفريق ريال مدريد سيثير حفيظة جمهور"البارشا"، بعدما عمل في برشلونة سابقاً كمترجم للمدرب الإنكليزي السير بوبي روبسون، ثم مساعداً للهولندي لويس فان غال. ولا ينكر مورينيو ذلك، فهو أقر أن الفترة التي قضاها في النادي الكاتالوني كانت محورية في تطوره كمدرب. وأضاف خلال تلقيه شهادة دكتوراه فخرية من جامعة لشبونة التقنية في البرتغال، أنه عاشق لكيفية العمل في برشلونة، وأنه تعلم كل طرقه التدريبية في كنف النادي الإسباني. وقال لطلاب الجامعة:"لقد أثرت بي فلسفة برشلونة أكثر من أي مدرب آخر. ثقافة النادي فريدة من نوعها، لقد أمضيت 4 أعوام حيوية هناك، إذ تعلمت المبادئ التي أطبقها اليوم كمدرب". ومنذ توقيعه عقداً لتدريب انترميلان الصيف الماضي قادماً من تشلسي الإنكليزي، دخل"الدكتور"مورينيو في صراعات كلامية جانبية مع مدربي الأندية الإيطالية والحكام ووسائل الإعلام، من دون أن ينسى طبعاً غريمه السابق في الدوري الإنكليزي فريق مانشستر يونايتد ومدربه السير اليكس فيرغوسون. وفي الوقت الذي ظن فيه كثيرون أن مورينيو سيتغير بعد تركه الدوري الإنكليزي، إلا أن كل تلك التوقعات ذهبت أدراج الرياح مع مدرب قال عنه رئيس نادي كاتانيا الإيطالي لو موناكو،"أقول بصدق أن لدى انتر ميلان أقوى تشكيلة في أوروبا، لكن من المخجل أن يكون لديهم مدرب صاحب أكبر فم في القارة". لكن الرد من مورينيو لم يتأخر على تصريح لو موناكو قائلاً إنه"سمع بسباق جائزة موناكو الكبرى، لكنه لم يسمع من قبل بمسؤول كاتانيا، متهماً الأخير باستخدام اسمه للحصول على الشهرة". ولا يترك مورينيو أية فرصة من دون إصدار تعليق مثير الجدل قد يصل في بعض الأحيان للإهانة، ولاينسى لاعبو ال"نيراتزوري"أن مدربهم وصفهم بأنهم مجموعة من القذارة بعد خسارتهم أمام اتلاتنا 1-3 في المرحلة ال 19 من الدوري وفق ما ذكرته صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية. مورينيو الذي يعتبر واحداً من أفضل المدربين في أوروبا، إذ فاز بأربعة ألقاب متتالية في الدوري مع بورتو وتشلسي، وكذلك قيادته الأول للفوز بكأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا لعامين متتاليين 2004 و2005، تعرض أخيراً لانتقاد رينتزو اوليفييري رئيس الاتحاد الإيطالي لمدربي كرة القدم بعدما وصف بعض المدربين في إيطاليا ب"عديمي الكرامة"كونهم يتركون مهمة وضع تشكيلة فرقهم لأشخاص آخرين. وقال اوليفييري :"اسألوا فابيو كابيللو مدرب المنتخب الإنكليزي، ومارتشيللو ليبي مدرب المنتخب إيطاليا، ولوتشيانو سباليتي مدرب روما ما إذا كانوا يسمحون لأشخاص آخرين بوضع تشكيل فرقهم بدلاً منهم". من جانبه، علق كارلو انشيلوتي مدرب ميلان الإيطالي الذي يرجح النقاد أن يكون مقصوداً بكلمات مورينيو:"أحرزت لقبين أوروبيين كلاعب عامي 1989 و1990 ومدرب في 2003 و2007 مع رئيس ميلان سيلفيو بيرلسكوني". واستقبل مورينيو شهر آذار مارس بغرامة 25 ألف يورو فرضتها عليه لجنة الانضباط في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بسبب تصريحاته التي تلت لقاء روما والانتر 3-3، عندما أشار إلى ما أسماه"العهر المثقف"، وحمل بشدة على أندية روما وميلان ويوفنتوس، متهماً بشكل خاص، بأنها كسبت الكثير من النقاط بسبب أخطاء تحكيمية. وكان المدرب البرتغالي أشعل حرباً كلامية مع مانشستر يونايتد بطل إنكلترا وأوروبا والعالم قبل لقاء الفريقين في الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا نهاية فبرايرشباط الماضي. وسخر من مقارنة الاسكتلندي اليكس فيرغوسون، لمهاجمه الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو بأعظم لاعبين في تاريخ اللعبة البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا. واعتبر أنه لا يمكن وضع رونالدو في مصاف لاعبين مميزين حالياً، أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي كاكا والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش،"عندما أفكر كيف يمكن أن يكون اللاعب المثالي، أنظر إلى كاكا وميسي وابراهيموفيتش، فميسي ظاهرة، لكن في رأيي ابراهيموفيتش هو الأفضل". وعلى رغم إحراز رونالدو للكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم والحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا، فإن مورينيو خالف رأي الكثيرين دائماً، معتبراً أن رونالدو أعطي أكثر مما يستحق، والدليل أنه يفشل في الارتقاء إلى مستوى التحدي في المباريات الكبيرة. وخرج انتر ميلان على يد مانشستر يونايتد بعد تعادل الفريقين ذهاباً من دون أهداف وفوز الشياطين الحمر على ملعب"اولد ترافورد"بهدفين من دون مقابل. نشر في العدد: 16797 ت.م: 31-03-2009 ص: 31 ط: الرياض