الدعوة إلى ثورة خضراء، تساهم في مساعدة الإنسانية على تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها "ناجحون كنا نقتدي بهم"، بالتركيز على الاستثمارات الإقليمية، وعنصري الشباب والمرأة في مشاريع التنمية المستدامة، وردم الفجوة الغذائية التي تعاني منها الدول الإسلامية، شكلت عناوين"المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي الخامس"، الذي استضافته العاصمة الماليزية جاكرتا أمس. وأوضح رئيس الجمهورية الإندونيسية سوسيلو بامبانغ يودهو يونو، لدى افتتاحه المنتدى، أن هدف اللقاء البحث عن وسائل تحقق رفاه الشعوب، محذراً من أن العالم مهدد بالسقوط، بما فيه المجتمع الإسلامي المتأخر عنه، والذي يشكل إنتاجه 7 في المئة فقط من الإنتاج العالمي، وأن من بين 50 دولة نامية يوجد 22 إسلامية. وتوقع الرئيس الإندونيسي أن يزداد الوضع سوءاً لدى دول المنتدى 38 دولة، وأن أزمتي الطاقة والغذاء تحتلان الأولوية. بداية تحدث الرئيس المشارك للجنة المنظمة الإندونيسية سفيان جليل، آملاً في أن يؤدي المنتدى إلى تعزيز التعاون بين رجال الأعمال، بحيث توقع اتفاقات بنحو 3 بلايين دولار، داعياً إلى التركيز على الاستثمارات الإقليمية، والتعامل في مجال تبادل السلع، والمساهمة في بناء شبكة اتصالات تجارية عالمية. واعتبر رئيس مجلس إدارة المنتدى موسى هيثم، مؤكداً أن التحديات ظهرت في إطار الأزمة المالية، التي فاجأت العالم، وهي اختبار لزعماء العالم وقياداته، ولا أحد يقدر على إيجاد الحلول الكاملة لها. وتطرق إلى الوضع في بلاده، حيث نما الإنتاج المحلي بمعدل 1.4 في المئة العام الماضي، ونجحت إندونيسيا في إقامة شبكة ضمان اجتماعي ووفرت الأمن الغذائي وأمنت الحماية إلى ذوي الدخل المحدود. وحدّد رئيس وزراء ماليزيا موضوع المنتدى بمواجهة الأزمة والأمن الغذائي، واتهم الغرب بأنه يتاجر بما ليس لديه، لافتاً إلى أن سبب الأزمة يكمن في عدم الشفافية في النظام المالي العالمي وغيره من نظم مالية، لأنه يقوم على المرابحة. واعتبر بدوي أن الابتكار والإبداع والمنافسة من شروط النجاح لتسويق المنتجات المالية الإسلامية، مشدداً على ضرورة تطوير الزراعة لردم الفجوة الغذائية، بزيادة الاستثمار فيها، مشيراً إلى الآثار السلبية لتغيرات المناخ على تراجع الزراعة، ودعا الى التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطويرها. ودعا رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي إلى إرساء تعاقد بيئي واجتماعي جديد هدفه إعطاء دفعة قوية إلى الاقتصاد العالمي، من خلال الارتكاز على خياري التنمية المستدامة والتنمية البشرية. أما نائب رئس الوزراء القطري وزير الطاقة عبدالله بن حمد العطية، فاعتبر أن موضوع الأمن الغذائي من أهم القضايا المعاصرة. وأعلن ان كلفة الفجوة الغذائية في مجلس التعاون الخليجي بلغت 24 بليون دولار، ومن الصعب على هذه الدول تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، وعليها أن تتوجه إلى الدول الإسلامية حيث التربة والمناخ والعمالة. وتكلم الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمال الدين إحسان اوغلي، فاعتبر أن الفجوة الغذائية فرصة وليست مشكلة يجب اغتنامها لتطوير القطاع الزراعي.