قصة فلسطين مع المعايير المزدوجة، قصة طويلة جداً مند التقسيم حتى الآن. على رغم صدقية القضية الفلسطينية فإنها عانت كثيراً من المعايير المزدوجة، وآخرها ما تتعرض له حكومة"حماس"واللائحة طويلة. كلما قتل إسرائيلي، الدنيا تقوم ولا تقعد: إعلاماً، دولاً، ومؤسسات، لكن حين يتعلق الأمر بفلسطيني فالجميع يصمت"كأن الفلسطيني ليس بإنسان. هذا يعني أن الدم الإسرائيلي أغلى من الدم الفلسطيني، أين منظمات حقوق الإنسان من كل هذا؟ أين هي البلدان الديموقراطية؟ وأين هي منظمة الأمم المتحدة؟ الأدهى أن الإعلام الغربي، يجعل من الجلاد ضحية، ويجعل من الضحية جلاداً. في هذا الزمان لا نتحدث عن قوة القانون، لكن عن قانون القوة. الدم الفلسطيني يُسفك مند الانتداب البريطاني حتى يومنا هذا، لكن لا أحد تحدث عن إبادة للشعب الفلسطيني "يتحدثون عن إبادة الأرمن ، إبادة اليهود... في المقابل، لا أحد تكلم عن إبادة حقيقية للفلسطينيين. في عملية نوعية، استطاعت المقاومة الفلسطينية أسر جندي إسرائيلي و قتل 3 جنود آخرين. هذه العملية النوعية، هزت أركان إسرائيل وفندت أسطورة أن الجيش الإسرائيلي لا يُقهر. في خضم هذه الأجواء جيشت إسرائيل جيشها وأسلحتها، على الحدود مع غزة ما إن تلقت الأوامر حتى بدأ الهجوم على غزة والضفة الغربية: قصف المولدات الكهربائية والمعابر والبنية التحتية، واختطف 28 من أعضاء البرلمان الفلسطيني بمن فيهم أعضاء في الحكومة الفلسطينية. هذه التحركات لا يمكن عزلها عن سياقها السياسي: محاولة إسقاط الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس، ثم اتفاق الفصائل على وثيقة الأسرى. وعلى رغم ما تعرّض له الشعب الفلسطيني وبرلمانه وحكومته، فإن الغرب والمؤسسات الدولية لا تتحدث إلا عن الجندي الأسير. أما الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني فلا أحد يتكلم عنها. الدول الغربية بإعلامها ومؤسساتها الرسمية، لا تتحدث إلا عن الجندي الأسير"ولا تبالي بالإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. لماذا لم تتحرك حين اختُطف احمد سعدات ورفاقه من سجن أريحا، تحت مرأى المراقبين الغربيين ومسمعهم؟ لماذا لم تتحرك الأمم المتحدة؟ هل تنتظر الضوء الأخضر من أميركا عدوة الشعوب؟ - وعلى المستوى الرسمي، لا يزال التفاعل العربي والإسلامي ضعيفاً جداً، باستثناء إصدار بيانات يتيمة. فلا جامعة الدول العربية تحركت، ولا المؤتمر الإسلامي تحرك، ولا لجنة القدس تحركت"أين هي الدول العربية والإسلامية من التطورات الخطرة التي تجري في فلسطين؟ وأين هي المؤسسسات الثقافية والعلمية والصحية؟ أين هو الدعم العربي والإسلامي المادي والمعنوي لفلسطين الحبيبة؟ أين هي بلايين دولارات البترول ؟ هل ذهبت إلى بنوك سويسرا وأميركا؟ وعلى المستوى الشعبي كنا ننتظر الكثير الكثير، لكن النزر اليسير هو الذي وصل الى فلسطين. أين هي التظاهرات الكبيرة؟ أين الأنشطة الخاصة بالقدس؟ نتساءل هل انتقل الفتور الرسمي إلى الشعب العربي والإسلامي؟ أين هي النخب العربية والإسلامية وقواها الحية؟ هل أصيبت بالعجز؟ ما العمل؟ هذا السؤال يتكرر دائماً، هل نقف مكتوفي الأيدي؟ لا وألف لا . يمكن أن نساعد فلسطين بكل أنواع الدعم: جمع التبرعات، إرسال الأدوية والمواد الغذائية والأغطية، تنظيم تظاهرات، الضغط على الغرب، دعم إعلامي، تحريك المؤسسات القائمة: لجنة القدس، جامعة الدول العربية، المؤتمر الإسلامي، تحريك الجاليات العربية والإسلامية في الغرب. علوش نور الدين - بريد إلكتروني