تبدو صفقة مقايضة معلومات مصورة عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط باطلاق سراح عشرين أسيرة فلسطينية غير عادلة من وجهة المساواة بين البشر .. فكما فرحت أسرة شاليط بصورة ابنها على شاشات التلفزة وهو يحمل صحيفة فلسطين المستقلة واطمئنت الحكومة الإسرائيلية على حياته وصحته فهناك أكثر من 11 ألف أسير وأسيرة فلسطينية تتطلع اسرهم للاطمئنان على صحتهم والتمتع برؤيتهم خارج أسوار السجون الإسرائيلية. انها الغطرسة الصهيونية التي شنت حرباً على لبنان في سبيل ارجاع جثة جنديين!! وابادت شعب قطاع غزة من أجل سواد عيون شاليط. ولم تأبه القيادة الإسرائيلية بمصير عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجونها ولم يتحرك العالم لإطلاق سراح نواب البرلمان الفلسطيني المنتخب ورئيسه عزيز الدويك بقدر ما نشطت الدنيا من أجل اطلاق الأسير شاليط. وبعد أن اظهرت شاشات التلفزة شاليط الأسير في كامل صحته وقدرته العقلية والنفسية ينبغي على منظمات حقوق الإنسان الدولية ان تضمن حياة كريمة ومعاملة إنسانية للأسرى الفلسطينيين وتكشف عن سجلات حقوق الإنسان في إسرائيل بقدر نشاطها في تقريع الدول العربية والإسلامية وابراز سجالاتها في مجال حقوق الإنسان بالتعريض والاتهام بغرض الابتزاز السياسي والمساومة على المصالح المادية. فها هو الضغط الأمريكي يؤجل قرار مجلس حقوق الإنسان الخاص بتقرير القاضي ريتشارد جولدستون المتعلق بالحرب على غزة خشية ادانة إسرائيل في المحافل الدولية لما ارتكبته من ابادة جماعية ضد شعب غزة ومخافة ان يلاحق المسؤولون الإسرائيليون المدنيون والعسكريون بجرائم الحرب لدى توجههم لأي دولة في العالم. وفي ظل المعايير المزدوجة وانعدام العدالة ينبغي على الفصائل الفلسطينية اخضاع تحركها الميداني لحسابات الربح والخسارة بواقعية سياسية ولا تحمل الشعب الفلسطيني أوزار الانتحار في لب الصراع الطويل.