اقترح رئيس مدغشقر مارك رافالومانانا امس، تنظيم استفتاء لحل الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد، فيما اعلن زعيم المعارضة اندري راجويلينا ان الجيش بات تحت سيطرته، ملوحاً ب"خيارات أخرى"قد تكون عسكرية، اذا لم يستقل رافالومانانا. وقال رافالومانانا:"لن استقيل ابداً". واضاف انه"باق في السلطة. علينا ان نتبع المبادئ الديموقراطية. لا أخشى تنظيم استفتاء اذا كان هذا الأمر ضرورياً". وكان رافالومانانا خرج من القصر الرئاسي برفقة عدد من المدنيين المسلحين، للقاء خمسة آلاف من انصاره تجمعوا منذ السبت امام القصر حيث أقاموا صلاة مشتركة. وفي الوقت ذاته، كان راجويلينا يشارك في صلاة في ساحة 13 مايو مركز تجمع المعارضة وسط العاصمة انتاناناريفو التي باتت تحت سيطرة انصاره. وقال راجويلينا الذي كان محاطاً بأعضاء"حكومته"التي استولت اول من امس على مقر الحكومة:"ما نريد تطبيقه سنعبر عنه اليوم بالصلوات فقط". وكان راجويلينا اعلن اول من امس أن"الجيش لم يعد يتلقى الأوامر من رئيس الجمهورية، انا من يتولى قيادة الجيش اليوم، والعسكريون يتلقون الأوامر من اندري راجويلينا. انا على اتصال دائم مع الجيش". واضاف:"لا نريد العنف". وزاد:"نسيطر سيطرة تامة على الادارة في مدغشقر، ولدينا الاداة لتسيير شؤون البلاد والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة ورفع مستوى حياة الشعب". وقال راجويلينا في اشارة الى رافالومانانا:"ننتظر اعتباراً من الآن أن يتنحى. واذا لم يفعل فستكون لدينا خيارات أخرى. لا يمكنني أن أقول اذا كان هذا يعني تدخلاً عسكرياً". وأضاف:"سنتركه يرحل في هدوء. أعتقد أن الوضع سيتطور في غضون الساعات الثماني والاربعين المقبلة". وأكد راجويلينا ان"رافالومانانا سيحال الى المحكمة في الايام المقبلة، لمحاكمته على ما فعله سواء على صعيد ادارة البلاد او مجزرة السابع من شباط فبراير"الماضي التي قتل خلالها حوالى 30 شخصاً برصاص الحرس الرئاسي. وقتل حوالى 135 شخصاً في النزاع منذ 26 كانون الثاني يناير الماضي، وهو الأسوأ في مدغشقر منذ تسلم رافالومانانا الحكم عام 2002. وينأى الجيش بنفسه عن رافالومانانا، لكنه لم يؤكد انه يتلقى الأوامر من راجويلينا. والتزم الجيش الحياد كعادته خلال اضطرابات سياسية سابقة في البلاد، منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960. لكن وسيط الاممالمتحدة في مدغشقر تيبيل درامي اعتبر ان الحل لن يأتي الا عبر مشاركة جميع الاطراف، بما فيها الجيش. وقال:"بالطبع يجب ان يكون الجيش على مائدة المفاوضات. نحثه على المشاركة". في أديس أبابا، دعا الاتحاد الأفريقي مجلس السلم والأمن التابع له، الى عقد"اجتماع عاجل"اليوم يخصص لبحث الأزمة في مدغشقر.