سلمت دائرة التنظيم والبناء في البلدية الاسرائيلية للقدس امس عددا من اصحاب البيوت العربية في البلدة القديمة وجبل المكبر اخطارات بهدمها بحجة اقامتها من دون ترخيص. وقال مسؤولون في مؤسسات المدينة ان سبعة مواطنين على الاقل تسلموا امس اخطارات بهدم منازلهم. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا أن السلطات الإسرائيلية أعادت امس فتح ملف منطقة برج اللقلق المِلاصقة لسور القدس من جهة باب الساهرة، وسلمت سبع عائلات مقدسية أوامر هدم لمنازلها بحجة عدم الترخيص. واعتبر سكان في المنطقة"أن الأوامر تهدف الى وضع يد السلطات الإسرائيلية على الأراضي المحاذية لسور القدس والتي تزيد مساحتها عن 16 دونماً". وأضافوا أن جمعيات يهودية استيطانية تعتزم إقامة بؤرة استيطانية تضم عشرات الوحدات السكنية الاستيطانية، إضافة إلى حفر نفق من تحت السور ليصل المنطقة المستهدفة إلى خارج الأسوار قرب مركز البريد في شارع صلاح الدين. وتشن بلدية القدس حملة غير مسبوقة في حجمها على البيوت العربية في المدينة لتحقيق اهداف سياسية، في مقدمها تقليص عدد السكان العرب وتعزيز الوجود اليهودي في المدينة. وقال المحامي احمد الرويضي رئيس وحدة القدس في مكتب الرئيس محمود عباس ل"الحياة"ان البلدية وزعت في الاسابيع الاخيرة اخطارات بهدم اكثر من 100 بيت في المدينة بدأتها ب88 بيتا في حي سلوان، ثم امتدت الى البلدة القديمة وجبل المكبر. ولا يخفي رئيس بلدية القدس المعروف بتطرفه السياسي مسعاه الرامي الى التخلص من اكبر عدد من اهالي القدس عبر هدم منازلهم وعدم منحهم تراخيص لإقامة منازل جديدة. وهدد عضو المجلس البلدي من"حركة السلام"مئير مارغريت اخيرا بالاستقالة من المجلس على خلفية هذه السياسة. ويقول ممثلو المؤسسات العاملة في القدس ان حملة هدم المنازل تتركز في المناطق التي تسعى اسرائيل الى ضمها في اي حل سياسي قادم. وقال رئيس دائرة الخرائط في جميعة الدراسات العربية في القدس خليل التوفكجي ل"الحياة"ان هذه الحملة تشمل المنطقة المسماة"الحوض المقدس"في سلوان، والبلدة القديمة، وحي الثوري، وبرج اللقلق، وجبل المكبر، والشيخ جراح وغيرها. واضاف ان مئات اخطارات الهدم والمخالفة سلمت الى مواطنين في هذه الاحياء في الاسابيع الاخيرة. واعلنت دوائر البلدية ان في القدس بين 15-20 الف بيت مقام من دون ترخيص. ويضطر اهالي مدينة القدس العرب وعددهم 280 الفا الى اقامة بيوت من دون ترخيص لرفض السلطات الاسرائيلية منحهم تراخيص بناء في كثير من احياء المدينة. وقال التوفكجي ان هدم المنازل جزء من سياسية التضييق على المواطنين ودفعهم للهجرة من المدينة. واضاف:"تركت اسرائيل المواطنين العرب في الكثير من احياء القدس بين خيارين، اما البناء من دون ترخيص، او هجر المدينة، فاختاورا الحل الاول". وتركز البلدية حملتها في هذه المرحلة على بلدة سلوان التي تدعي جماعات دينية يهودية انها مقامة فوق مدينة يهودية تاريخية تسمى مدينة داود. وقررت البلدية قبل اسبوعين هدم 88 منزلا في حي البستان في سلوان بدعوى عدم الترخيص، واعلنت انها ستقيم حديقة وطنية مكان البيوت المهدومة. وقال التوفكجي ان البلدية تستخدم هدم البيوت وعدم منح تراخيص لاقامة بيوت في البلدة القديمة ضمن مسعى قديم الى تقليض عدد السكان العرب وزيادة عدد السكان اليهود في هذه البلدة التي تضم الاماكن المقدسة للديانات الثلاث. ويعيش في البلدة القديمة من القدس 26 الف مواطن عربي، وتوفر السلطات الاسرائيلية الرسمية والجمعيات الاهلية موارد مالية ضخمة لتعزيز الوجود اليهودي في البلدة حيث وصل عدد المستوطنين الى اربعة آلاف، في حين وصل عددهم في القدسالشرقيةالمحتلة الى 193 الفاً. ويواجه اهالي القدس الاجراءات الاسرائيلية بجهود قانونية وشعبية دؤوبة، وتلاحق السلطات الاسرائيلية مسؤولي السلطة الذين يقدمون المساعدات المالية لاصحاب البيوت المتضرّرة. نشر في العدد: 16779 ت.م: 13-03-2009 ص: 10 ط: الرياض