وجهت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تهمة رسمية الى"المقاتل العدو"الوحيد المعتقل في الولاياتالمتحدة علي المري أمام محكمة فيديرالية وليس محكمة عسكرية استثنائية، في سابقة قد تكون لها انعكاسات على مصير بقية"المقاتلين الأعداء"المعتقلين في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا. ووجهت التهمة رسمياً الجمعة بتقديم"دعم مادي للإرهاب"الى المري الذي يحمل الجنسيتين القطرية والسعودية والمعتقل منذ سبع سنوات بعدما دخل مع عائلته الى الولاياتالمتحدة في 10 أيلول سبتمبر 2001، حاملاً تأشيرة دخول طلابية. ترافق ذلك مع إعلان وزارة العدل الاميركية انها ستطلب من المحكمة العليا عدم النظر في ملف المري، وهو ما سبق ان طلبته منها إدارة جورج بوش أيضاً، علماً ان المحكمة العليا التي تبقى سيدة حددت 27 نيسان أبريل موعداً للنظر في الملف، من أجل بت إذا كان الرئيس الأميركي مخولاً اعتقال رجل يقيم بصفة قانونية في الولاياتالمتحدة الى أجل غير مسمى من دون توجيه التهمة رسمياً إليه، أو محاكمته لمجرد الاشتباه بضلوعه في نشاطات إرهابية. ويظهر ان الإدارة الجديدة التي تميل الى اعتماد مواقف بوش نفسها في مسائل الإرهاب، تريد الاحتفاظ بإمكان احتجاز مشبوهين لمدة غير محدودة، في وقت لم يحسم مصير 245 معتقلاً في غوانتانامو. ورأى استاذ القانون المتخصص في جرائم الحرب جوناثان دريمر ان توجيه التهمة رسمياً الى المري"تكتيك لتفريغ الملف من مضمونه امام المحكمة العليا". لكن قرار احالة محاكمة"مقاتل عدو"على القضاء الفيديرالي قد يشكل ايضاً مؤشراً الى قطيعة عن العهد السابق الذي انشأ المحاكم الاستثنائية في غوانتانامو لمحاكمة هذه الفئة من المعتقلين. وافتتح اوباما عهده الرئاسي بإعلانه في 22 كانون الثاني يناير الماضي إغلاق معتقل غوانتانامو خلال سنة، وأمر في الوقت نفسه بتعليق الإجراءات القضائية الاستثنائية في غوانتانامو. على صعيد آخر، أعلنت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور ديان فينستين، رداً على دعوات لتقديم بيان في شأن اساءة معاملة سجناء مشبوهين بالإرهاب، ان لجنتها ستحقق في أسلوب معاملة وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي للمشبوهين. وقال مساعد في مجلس الشيوخ ان"الجلسات ستكون مغلقة"وستستغرق بين ستة شهور وسنة، فيما لم يتضح احتمال نشر نسخة عامة للنتائج التي ستتوصل اليها اللجنة. وحظر الرئيس اوباما أساليب الاستجواب القاسية حتى مراجعة الإدارة لها، فيما اعترفت"سي آي أي"بأن اقل من مئة مشبوه احتجزوا سرياً في اطار البرنامج السري، وان نحو ثلثهم تعرضوا لأساليب فظة. وأضافت ان ثلاثة مشبوهين فقط واجهوا"محاكاة الإغراق". نشر في العدد: 16767 ت.م: 01-03-2009 ص: 11 ط: الرياض