تألقت عارضة الأزياء الألمانية الصاعدة زنتا شنابل 21 سنة في"أسبوع الموضة الراقية"الباريسي الذي أنهى عروضه أخيراً. وتمضي شنابل حياتها بين باريس حيث تقيم، ولندن ونيويورك للمشاركة في عروض الأزياء التي تقدمها أكبر دور الموضة العالمية، بالإضافة إلى جلسات تصوير لحساب ماركات محددة من مبتكرات التجميل، أو لمجلات نسائية ترى فيها سفيرة مثالية للأناقة. تقول شنابل عن مشوارها المهني:"بدأت عرض الأزياء في ألمانيا في سن المراهقة، في إطار العروض المخصصة لموضة الشابات وثياب البحر. ثم أتيت إلى فرنسا لأن والدتي تقيم بين الجنوب الفرنسي وألمانيا، وأردت تعلم مهنة تصميم الأزياء وتفصيلها، لكن الظروف شاءت أن ألتقي بأشخاص فتحوا أمامي باب مهنة"توب مودل"، فاعتزلت التعلم موقتاً، كوني واعية كلياً ان عمر العارضة لا يزيد عن خمس أو ست سنوات على الأكثر، خصوصاً في حالة شابة مثلي لم تبدأ رسمياً في باريس أو نيويورك وهي مراهقة. ولا بد لي إذاً من أن أفكر في مستقبلي وأن أخطط له. فأنا مصرة على مواصلة تعليمي في المستقبل القريب، ولكنني لست متأكدة من رغبتي في تعلم تصميم الأزياء بعد، وأفكر في تسجيل اسمي لدى مدرسة متخصصة في فن الدراما كي أتحول ممثلة لاحقاً". وبصدد فشل العارضات اللواتي يطمعن في مستقبل سينمائي، تقول شنابل:"أعتقد أن السينما تلجأ إلى خدمات عارضة الأزياء كي تستخدم جمالها أولاً وأخيراً، ولذا نجد أن العدد الأكبر من نجمات الموضة اللواتي يصبحن ممثلات، لا يعثرن إلا على أدوار سطحية في أعمال سينمائية متوسطة، بل رديئة المستوى. وهناك ليتيسيا كاستا وأندي ماكدويل وغيرهما، قد نجحن في السينما وأيضاً المسرح، وأنا أفكر في هذه الفئة وليس في فئة الفاشلات عندما أخطط لمستقبلي الفني". وعن مقومات النجاح في هذه الحال، تقول شنابل:"الذكاء وعدم قبول أي عرض مغر يأتي، والتمعن في قراءة السيناريوات قبل الموافقة عليها، والصبر، إذ أن انتظار الدور الجيد هو شيء أفضل من التهافت على دور لا يستحق الاهتمام". وعن العارضات النحيفات اللواتي يتربعن فوق عرش الموضة حالياً، تضيف:"أنا شخصياً ضد مبدأ قيام الموضة بفرض قوانين محددة بالنسبة إلى الشكل الخارجي للمرأة، وعلى المبتكر أن يرسم ويصمم موضة تناسب كل الأجسام والأشكال. وأنا أشعر بالأسف حين أرى فتيات مراهقات يقلدن بعض العارضات النحيفات ويمتنعن عن الأكل من أجل البقاء تحت وزن معين. وكل هذا لا يحدث إلا لمجرد الخضوع لقواعد تفرضها فئة من مبتكري كبرى دور الأزياء. وأنا فقدت أكثر من فرصة للعمل بسبب وزني غير الملائم للقواعد الجارية، كما فقدت عقد عمل لأنني ممتلئة أكثر من اللازم. والأمر في النهاية يتوقف على مطالب كل دار وكل مبتكر. وأنا لست عارضة أزياء على الطريقة الباريسية الكلاسيكية، بل أكثر على الطريقة الأميركية، بمعنى أنني لا أمنع نفسي من تناول الوجبات التي تعجبني، وأحب الأكل العربي مثلاً منذ أمضيت فترة في المغرب وتونس من أجل جلسات تصوير للموضة. أما عن السهر، فأنا أميل إلى الخروج كثيراً مع شلة أصدقائي، ولا أحرم نفسي من ملذات الحياة في سبيل عملي. ولا يعني الأمر أنني لست مهنية أو محترفة أو أنني لا أحب مهنتي، فأنا أسعى دوماً إلى ممارسة نشاطاتي المختلفة في أحسن طريقة ممكنة، وأحرص على أن أتقدم إلى العمل في أفضل حال جسدية وذهنية. فإذا كنت أشارك في عرض موعده العاشرة صباحاً، أمتنع عن السهر في الليلة السابقة، وهذا ما يفعله أي شخص في الدنيا أياً كان وجه نشاطه". وعن عارضتها المثالية، تقول:"أنا معجبة بسيندي كروفورد وأيضاً بالألمانية هايدي كلوم التي تحسن فعل كل ما تخوضه من مغامرات مهنية وتدمج بمهارة بين عملها وحياتها الشخصية". وتختتم شنابل كلامها بنصيحة لكل من تهوى ممارسة مهنة"توب مودل"، وهي"ألا تتخلى الفتاة عن هويتها الأصلية وألا تمثل دوراً من أجل أن تحصل على عمل ما في الموضة، فالصدق هو الذي يأتي بنتيجة في النهاية، وحده دون سواه". نشر في العدد: 16767 ت.م: 01-03-2009 ص: 35 ط: الرياض