ماذا حققت دول الممانعة للقضية الفلسطينية، غير الانتصارات على الأنقاض، ومزيد من الضحايا، ودمار فوق الدمار، وانقسام السلطة الفلسطينية على نفسها ومحاولة إيجاد شرعيتين ومشروع دولتين؟ وبماذا تفكر، غير العمل على إنهاء المبادرة العربية، والسبيل الوحيد مزيد من تأزيم المواقف وافتعال الحروب؟ وما هدفها غير الإمساك بأوراق لطرحها على الأميركيين خلال التفاوض معهم على استمرار المشاريع النووية والتوسعية؟ هذا لا يعني أن أميركا، في الطرف الآخر، هي على حق. فالأمور الحقوقية بعد زوال الاتحاد السوفياتي صارت ملتبسة. ولم يعد هناك فرز حاد وواضح بين الخير والشر. لم يعد هناك"أبيض وأسود". الأبيض والأسود ليس على عهد الرئيس الأميركي جورج بوش كما كان يتحدث عن ذلك. فهناك حق التنافس من خلال سعي كل الدول لامتلاك القدرة النووية السلمية التي تؤدي الى التنافس الاقتصادي. فأميركا تقف أيضاً ضد هذا المسار لأن التطور النووي السلمي يؤدي الى الازدهار الصناعي والتوسع الاقتصادي والبضاعي. وهذا ما لا تريده أميركا لأنها تريد أن تظل مناطق الشرق الأوسط غارقة ببضائعها وحدها لا تستطيع أن ترى منافساً لها في هذا المجال. في السابق أيضاً كانت بعض الأحداث ملتبسة. مصر في كامب ديفيد لا شك في أنها من موقف وطني أرادت من خلال هذه الاتفاقية استعادة أرضها التي خسرتها اثر مواقف وأحداث محرضة أدت الى حرب 1967. وعلى سيرة الإمبريالية التي تدعي دول الممانعة مواجهتها، فبدلاً من أن تقوم هذه الدول بشراء الصواريخ والأسلحة المكلفة واستعمالها في حروب انتقامية كلما شدد المجتمع الدولي رقابته على تطورها النووي المتقدم الى العسكري، عليها أن تعاين أحزمة الفقر في مناطقها والمناطق اللبنانية المتحالفة معها، والتي تريد الدفاع عنها لأنها كانت في كل العهود السياسية محرومة ومستبعدة من المساعدات والمشاريع الاقتصادية، فثمن هذه الصواريخ وحجم الأموال التي في حوزتها أو التي تحصل عليها كمساعدات، من الأجدر أن تصرف على فقرائها والمحتاجين، وهكذا تنتصر على الإمبريالية وتهزمها، في شكل أسهل وأكثر مباشرة وأقل مواربة، إذا كانت النيات فعلاً تتمثل في إرادة محاربة الإمبريالية. بيتر قشوع - بريد إلكتروني