طالب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الادارة الاميركية باتّخاذ خطوات ملموسة وفاعلة لإعادة إطلاق مفاوضات تهدف الى انهاء الصراع على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. ودعا خلال لقائه المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل إلى"إطلاق تحرك سريع يحقق نتائج ملموسة نحو حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي يشكل أساس الصراع في المنطقة ومدخلاً لتحقيق السلام والاستقرار فيها". وابلغ العاهل الاردني المبعوث الاميركي بأن"لا بديل لحل الدولتين الذي يجب أن يلتزمه جميع الأطراف وان يعمل بتصميم ومثابرة للوصول إليه". وشدد على أهمية الدور الأميركي في الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل، مؤكدا ضرورة بدء إعادة إعمار قطاع غزة وضمان وصول ما يحتاجه القطاع من مساعدات إنسانية وطبية. كما شدد خلال اللقاء الذي حضره مستشاره أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة، على أهمية تحقيق التوافق الفلسطيني شرطاً لتحقيق المصالح الفلسطينية وتلبية حق الشعب الفلسطيني المشروع في الدولة المستقلة. وأشاد بالجهود التي تبذلها مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتثبيت التهدئة في غزة، مؤكدا دعم الأردن لها. بدوره، أعرب المبعوث الاميركي الذي رافقه نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل والسفير الأميركي في عمان روبرت ستيفن بيكروفت، عن تطلعه للعمل"بقرب مع جلالة الملك، ونحن نسعى إلى تحقيق السلام الشامل وقيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل، من أجل بناء مستقبل مستقر ومزهر لكل شعوب المنطقة". وهذه هي الجولة الثانية للمبعوث الأميركي في المنطقة منذ تعيينه في هذا المنصب والتي شملت إضافة إلى الأردن، كلا من تركيا والأراضي الفلسطينية وإسرائيل. الرئيس الفلسطيني وكان ميتشل وصل الى عمان قادما من اسرائيل والضفة الغربية حيث التقاه الرئيس محمود عباس ليل الجمعة - السبت وابلغه انه لن يتفاوض مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة ما لم توقف الاستيطان بكل اشكاله، بما فيه ما تسميه النمو الطبيعي في المستوطنات. وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الذي شارك في الاجتماع ان عباس ابلغ المبعوث الاميركي ان"السياسة الاستيطانية تعطل إجراء مفاوضات مجددا بيننا وبين أي حكومة إسرائيلية مقبلة". واشار عباس خصوصا الى القرار الاسرائيلي الاخير القاضي بهدم 88 بيتا في حي سلوان في القدس بهدف اقامة"حديقة وطنية"، الامر الذي اعتبره عباس ضربة موجهة الى فرص استئناف المفاوضات. وقال عبد ربه ان عباس ابلغ ميتشل بمطالبته الرئيس باراك اوباما التدخل شخصياً لوقف هذا العمل الذي قال انه"في غاية الخطورة، ولا بد من وقفه وقفا كاملا"، كما ابلغه ان تنفيذ اسرائيل الجاري للمشروع الاستيطاني في القدس الذي يحمل اسم"E 1"سيؤدي الى اجهاض العملية السياسية بالكامل، مشيرا الى ان الاستيطان في الاراضي الواقعة شرق المدينة يفصل القدس كليا عن الضفة الغربية، ويفصل بين شمال ووسط الضفة عن جنوبها. وابلغ عباس المبعوث الاميركي ايضا انه جاد في مسعاه الرامي الى تحقيق المصالحة مع حركة"حماس"، وانه يسعى الى تشكيل حكومة توافق وطني جديدة. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات ان عباس ابلغ ميتشل ان برنامج حكومة الوحدة الوطنية الجديدة سيكون"التزام الشرعيات الدولية والعربية والفلسطينية"، وابلغه ان مهمة الحكومة الجديدة ستكون الاشراف على انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة. واضاف عريقات ان الرئيس عباس ابلغ ميتشل"اننا لا نتدخل في تشكيلة الحكومة الاسرائيلية الجاري تشكيلها، وأن السلام هو خيارنا الاستراتيجي، لكن إذا اردت هذه الحكومة ان تكون شريكة في عملية السلام، فلا بد من أن تعترف بمبدأ الدولتين وان توقف الاستيطان فورا". واضاف:"قال عباس للمبعوث الاميركي ان الفلسطينيين جاهزون لبدء المفاوضات فورا اذا وجدت حكومة إسرائيلية توقف الاستيطان". من جانبه، ابلغ ميتشيل الرئيس عباس ان أوباما مصمم على تحقيق السلام الشامل في المنطقة على كل المسارات وليس فقط المسار الفلسطيني. وأضاف:"أوباما ملتزم بحل الدولتين، وهو عاقد العزم على صنع السلام". وتشير معلومات صادرة من مساعدي ميتشل الى انه سيفتتح مكتبا له في مدينة القدس ليكون اكثر قربا من الجانبين، وليعمل بدأب على تحريك المفاوضات بينهما. لكن الفلسطينيين غير متفائلين باستئناف المفاوضات في حال نجاح زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو في تشكيل حكومة من المعسكر اليميني. وكان نتانياهو رفض في مفاوضاته مع زعيمة"كديما"تسيبي ليفني ذكر حل الدولتين في البرنامج السياسي للحكومة. ومن المقرر ان تصل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى رام الله الأربعاء المقبل للقاء الرئيس محمود عباس والتباحث معه في استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بعد تشكيل الحكومة الجديدة في اسرائيل. وستزور كلينتون اسرائيل الثلثاء حيث تلتقي نتانياهو، ورئيس الحكومة الحالي ايهود اولمرت، وليفني. شروط كلينتون الى ذلك ا ف ب، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن المفاوضات للتوصل الى مصالحة بين حركتي"فتح"و"حماس"ستأتي بنتيجة فقط اذا وافقت الحركة على الاعتراف باسرائيل وشروط دولية اخرى. وادلت كلينتون بهذا التصريح قبيل جولة ستقوم بها في المنطقة وبعد ان اتفقت"فتح"و"حماس"الخميس على العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال محادثات ترعاها مصر لانهاء خلافاتهما. واكدت كلينتون في حديث لاذاعة"صوت اميركا"وزعت وزارة الخارجية نصه، دعمها فكرة الوحدة الفلسطينية، وقالت:"اعتبر ان الامر مهم. اذا كانت هناك مصالحة وخطوة نحو قيام سلطة واحدة، من الواضح ان حماس تعرف الشروط التي فرضتها اللجنة الرباعية والقمة العربية... عليهم نبذ العنف والاعتراف باسرائيل واحترام الالتزمات السابقة ... والا لا اعتقد اننا سنتوصل الى نتيجة ايجابية للشعب الفلسطيني او الى تعزيز الجهود للتوصل الى سلام يؤدي الى قيام دولة فلسطينية". وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان كلينتون ونظيرها الايطالي فرانكو فراتيني الذي يتولى حاليا رئاسة مجموعة الثماني، دعما هذه الشروط خلال اجتماع عقد اول من امس. وقال المسؤول للصحافيين ان وزيري الخارجية"اتفقا"على ضرورة بعث رسالة موحدة الى"حماس". وتابع ان ادارة الرئيس باراك اوباما"لن تتعامل مع اي حكومة وحدة وطنية"تشمل"حماس"رافضة لهذه الشروط. لكنه لم يستبعد التعامل مع الرئيس محمود عباس الذي يتزعم"فتح"اذا تولى رئاسة حكومة وحدة وطنية مع"حماس". واضاف ان من الواضح ان المساعدة لسكان غزة"لن ترسل عبر حماس"التي تسيطر على غزة. وستزور كلينتون غدا منتجع شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر دولي لجمع اموال لإعادة اعمار قطاع غزة. وذكرت الولاياتالمتحدة انها مستعدة للمساهمة ب900 مليون دولار، لكن كلينتون قالت ان الامر رهن باحترام الفلسطينيين لشروط اللجنة الرباعية. واضافت ل"صوت اميركا":"سأعلن التزاما بتقديم مساعدة كبيرة، لكنها ستمنح اذا تبين لنا ان اهدافنا ستحقق ولن تهمل". نشر في العدد: 16767 ت.م: 01-03-2009 ص: 13 ط: الرياض عنوان: العاهل الأردني يطالب ميتشل بتحرك سريع لإطلاق مفاوضات على أساس حلّ الدولتين