قالت الشرطة الأسترالية أمس، إن أسوأ حرائق غابات تشهدها استراليا، أسفرت عن مقتل 84 شخصاً، فيما حاصرت السنة اللهب بلدات بكاملها ودمرت مئات المنازل وقتلت أشخاصاً أثناء محاولتهم الفرار في سيارات أو خلال تجمعهم في منازلهم. واندلعت الحرائق في بلدات ريفية شمال ملبورن مساء السبت مدمرة كل شيء في طريقها وأجبرت عائلة على الغطس في خزان مزرعة للنجاة من النار وعائلات أخرى على الاختباء في مأوى محلي فيما حال رجال الإطفاء بينهم وبين جدار من اللهب. وقال أحد الناجين"إنها تمطر ناراً. اختبأنا في بستان زيتون وشاهدنا منزلنا يحترق". وتناثرت بقايا السيارات المتفحمة في البلدات المحترقة والتي تحطم بعضها بعد تصادمها فيما حاول سائقوها الفرار من النار وهم في حال هيجان. وقالت الشرطة إن عدد القتلى قد يستمر في الارتفاع فيما تبحث في الأنقاض التي خلفتها الحرائق الشديدة ومع تلقي 20 شخصاً العلاج في مستشفيات من حروق شديدة. وكافح آلاف من رجال الإطفاء عشرات الحرائق في ولايتي فكتوريا ونيو ساوث ويلز. وتعد هذه الحرائق الأسوأ منذ أن قتل 75 شخصاً في حرائق غابات في استراليا عام 1983. ووضعت الحكومة الجيش على أهبة الاستعداد وأنشأت صناديق إغاثة لكنها واجهت أيضاً ضغوطاً من نواب حزب الخضر الذين حضوها على تشديد سياساتها الخاصة بالتغير المناخي لخفض مخاطر وقوع المزيد من هذه الكوارث الصيفية. وقال ناجون ان النار في فكتوريا ارتفعت الى مستوى أربعة طوابق وسرت كقطارات مسرعة ولفظت جمرات ساخنة في الأفق. وعرض تلفزيون هيئة الإذاعة الأسترالية ايه بي سي لقطات لبلدة ماريسفيل الصغيرة وقد سوتها الحرائق بالأرض. وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود لدى زيارته المنطقة التي أتت عليها الحرائق"زارت النار سكان ولاية فكتوريا الطيبين. كثير من الأشخاص الطيبين يرقدون قتلى. وكثير آخرون مصابون". واندلعت الحرائق الرئيسية حول بلدات تبعد نحو 80 كيلومتراً شمالي ملبورن واشتعلت في مناطق شبه حضرية وريفية. ويقول رجال الإطفاء إن اكثر من 700 منزل دمرتها الحرائق في أنحاء ولاية فكتوريا حتى الآن وأغلبها في شمال ملبورن المناطق الأكثر تضرراً. وحرائق الغابات حدث سنوي في استراليا لكن مزيجاً من الطقس شديد الحرارة والجفاف وجفاف الأشجار وفر هذا العام الظروف المناسبة لاشتداد الحرائق وزاد الضغوط على الحكومة في شأن سياستها للتغير المناخي. وانتقد بوب براون زعيم حزب الخضر خطة أعلنتها الحكومة مؤخراً للحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ووصفها بأنها عديمة الفاعلية، وقال ان حرائق الصيف ستتفاقم اذا لم تظهر استراليا وغيرها من الدول قدراً اكبر من القيادة في شأن التغير المناخي. وتجول ناجون لفوا أنفسهم ببطانيات وقد أصابهم الدوار وسط البقايا المتفحمة وبعضم يبكي ولا يدري ما اذا كان أصدقاء العائلة قد نجوا. وتسبب اكبر حريق للغابات في فكتوريا في إحراق نحو 74131 فداناً معظمها في المتنزه الوطني ،عندما اقتربت درجات الحرارة من 50 درجة مئوية. وخلال ساعات اتت الحرائق عليها بعدما غيرت الرياح اتجاهها. وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية على موقعها على الانترنت ان الحرائق مشتعلة إجمالا في نحو ألفي كيلومتر مربع في مناطق شمال ملبورن فيما لا تزال بلدات قليلة مهددة.