استثماراً للنجاح الذي حققه مسلسل"قلب ميت"في شهر رمضان الماضي، تشهد المرحلة المقبلة عودة الدراما البوليسية والجاسوسية الى الواجهة من خلال 9 مسلسلات تراوح بين الحركة والتشويق والمطاردات البوليسية. اول هذه الأعمال مسلسل"ادهم الشرقاوي"إخراج باسل الخطيب، بطولة محمد رجب ودوللي شاهين الذي تدور قصته حول سيرة المناضل المصري ادهم الشرقاوي، فيصوّر مقاومته الاحتلال الإنكليزي لمصر أوائل القرن العشرين، واقتصاصه من الإقطاعيين لمساندة الفقراء، قبل ان يقتل في ساحة المعركة. ومن المسلسلات المستمدة من قصص حقيقية أيضاً، مسلسل"اسم العيلة"إخرج احمد النحاس وبطولة ريهام عبد الغفور وسميحة أيوب ووفاء عامر ورانيا يوسف وإبراهيم يسري الذي تدور أحداثه حول مقتل إحدى عارضات الأزياء في حي الزمالك في القاهرة في بداية التسعينات من القرن العشرين، وهي القضية التي شغلت الرأي العام وقتها من دون ان تصل التحقيقات إلى نتيجة. وإذا كان مسلسلا"ادهم الشرقاوي"و"اسم العيلة"مستمدين من احداث حقيقية، فإن مسلسل"الوديعة والذئاب"إخراج علي رجب، تأليف عبد الحميد أبو زيد، وبطولة علا غانم، جومانا مراد ورانيا فريد شوقي لا يبتعد من الواقع، إذ تدور قصته حول رجل ثري ترك وديعة في يد شخص بسيط يدعى"إياد نصار"، فيمرّ هذا الأخير في ظروف مالية واجتماعية صعبة، ما يدفعه للتفكير في الاستيلاء على الوديعة لنفسه لحل مشاكله في إطار من التشويق والإثارة. الأمر ذاته يقال بالنسبة الى مسلسل"قاتل بلا اجر"تأليف مصطفى محرم وإخراج رباب حسين وبطولة حسين فهمي وفاروق الفيشاوي، إذ تدور أحداثه في دهاليز عالم الجريمة. ومثله ما يحدث في مسلسل"الباطنية"عن قصة إسماعيل ولي الدين، سيناريو وحوار مصطفى محرم، إخراج محمد النقلي وإنتاج شركة"عرب سكرين"وبطولة صلاح السعدني الذي تبدأ أحداثه عام 1981 وتستمر حتى نهاية 2008، فتسلط الضوء على أسرة مصرية ترتكب جرائم تراوح بين تجارة المخدرات والقتل والتهريب وصولاً إلى غسل الأموال. ولا يخلو مسلسل"سطور الرعب"تأليف محمد سليمان عبد الملك ومحمود دسوقي، إخراج أحمد خالد، بطولة عمرو واكد وإنتاج شركة"الكرمة" من البحث في عالم الجريمة، إذ تدور قصته حول صحافي يدخل في متاهات بعض الملفات والقضايا الحساسة. أما مسلسل"سامية فهمي - من ملفات المخابرات"عن قصة صالح مرسي، سيناريو وحوار بشير الديك، إخراج نادر جلال، إنتاج"كنج توت"وبطولة هشام سليم وغادة عادل فيدور في فلك عالم المخابرات والجاسوسية، إذ يسلط الضوء على حياة سامية فهمي التي يحاول جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد تجنيدها في صفوفه. ولا يبتعد مسلسل"الرقص مع المجهول"من إخراج خيري بشارة، انتاج"صوت القاهرة"، تأليف اللواء مختار عزالدين وبطولة خالد النبوي ونيللى كريم عن مسلسل سامية فهمي، إذ تدور قصته حول ضابط في المخابرات المصرية يدخل مع الموساد الإسرائيلي في أكثر من معركة. وإذا كانت المسلسلات السابقة الذكر تأخذ الطابع الدرامي، فإن المسلسل الأخير"الحمار والبردعة"كوميدي من تأليف عاطف الغمري وإخراج ناجي أنجلو، ويتناول نموذجاً لا يعترف بالفشل وبإمكاناته المتواضعة، ما يورطه في مشاكل جمّة. ويبقى السؤال: هل ستحقق المسلسلات البوليسية النجاح الذي يتوقعه صناعها، وتكسر، بالتالي، الأنماط التي اعتادت الدراما المصرية تقديمها طيلة السنوات الماضية؟ نشر في العدد: 16745 ت.م: 07-02-2009 ص: 38 ط: الرياض