بعدما كان تصوير الدراما المصرية لا يتجاوز عتبة شوارع القاهرة والاسكندرية والصعيد في السنوات الماضية الا نادراً، تبدّل المشهد كلياً هذا الموسم، إذ وصلت الأعمال التي ستطل في شهر رمضان المقبل إلى عدد كبير من الدول الأوروبية والى الولاياتالمتحدة من دون ان ننسى الدول العربية. ويأتي هذا التحول في ظل الأزمة المالية العالمية، على رغم أن التصوير الخارجي يعد مكلفاً جداً. لكن اصرار بعض المخرجين على الخروج من الحدود المصرية بحجة الضرورات الدرامية، جعل جهات الإنتاج تتغلب على هذه المشكلات بتقليص عدد الفريق المسافر واقتصاره في أحيان كثيرة على الأبطال الرئيسين إلى جانب المخرج ومدير التصوير وشخص يمثل جهة الإنتاج. ومن ابرز الأعمال التي تدخل في هذه الخانة مسلسل «حرب الجواسيس» من بطولة هشام سليم ومنة شلبي وباسم ياخور وتأليف بشير الديك وإخراج نادر جلال الذي صوّر عدداً كبيراً من المشاهد الخارجية في رومانيا وقبرص وإيطاليا، خصوصاً ان القصة تدور حول تجنيد الموساد الإسرائيلي شاباً مصرياً يعمل في إيطاليا ليتجسس على بعض المواقع العسكرية في مصر. ويتكرر الأمر مع المخرجة رباب حسين التي أصرت على تصوير عدد من مشاهد مسلسلها «قاتل بلا أجر» من بطولة حسين فهمي وفاروق الفيشاوي وفادية عبدالغني في العاصمة البريطانية لندن. والسبب أن العمل عن طبيب مصري مهم يتنقل ما بين القاهرةولندن التي يملك فيها مستشفى كبيراً. وقرر المخرج محمد فاضل أن تقتحم الدراما المصرية قاعات الأممالمتحدة ومنظمة العمل الدولية وجبال الألب للمرة الأولى، إذ يصور في سويسرا عدداً كبيراً من مشاهد مسلسل «سنوات الحب والملح» من بطولة عزت العلايلي وفتحي عبدالوهاب ومي كساب وتأليف محمد أبو العلا السلاموني. وينطبق الأمر ذاته على مسلسل «الأدهم» لأحمد عز وسيرين عبدالنور وإخراج محمد النجار الذي يصور عدداً من مشاهد العمل بين رومانيا وإيطاليا ومالطا، كون الأحداث تدور حول شاب يسافر هجرة غير شرعية إلى إيطاليا. وتصوّر أسرة مسلسل «قلبي دليلي» الذي يتناول قصة حياة ليلى مراد عدداً من مشاهد العمل ما بين العاصمة الفرنسية باريس والسورية دمشق إلى جانب القاهرة. وللمرة الثالثة على التوالي تصور تيسير فهمي عدداً من مشاهد مسلسلها «جنة ونار» في الولاياتالمتحدة، كما حدث من قبل في مسلسلي «أماكن في القلب» و «قلب الدنيا». كما يصور المخرج خيري بشارة عدداً من مشاهد مسلسله «الهروب إلى الغرب» لتوفيق عبدالحميد وأميرة فتحي وكارمن لبس في فرنسا، نظراً لأن أحد خطوط العمل الرئيسة تدور حول مرشد سياحي في الأقصر يلتقي سائحة فرنسية فتعرض عليه الزواج وتدعوه إلى فرنسا للإقامة والعيش معها هناك. على صعيد آخر، أرجأ فريق عمل مسلسل «ليالي» من بطولة زينة وعزت أبو عوف وصلاح عبدالله وتأليف أيمن سلامة وإخراج أحمد شفيق، تصوير عدد من المشاهد المقرر تصويرها في لندن إلى آخر المراحل على أن يسبقها تصوير لمدة أسبوع في إحدى الجزر اليونانية، علماً أنه صور أكثر من 100 مشهد من العمل في لبنان. واستقر المخرج مجدي أبو عميرة على تصوير عدد من مشاهد مسلسله «اغتيال شمس» لخالد زكي وصفاء أبو السعود وياسر جلال بين روسيا والمغرب. ومن المسلسلات التي اقتحمت هذا العام أماكن تصوير جديدة «متخافوش» لنور الشريف وسوسن بدر ومنى عبدالغني وإخراج يوسف شرف الدين الذي صور عدداً من مشاهده في تونس وتحديداً بين مدينتي سوسة والحمامات التي تشتهر بوجود عدد كبير من المعابد اليهودية التي تتطلبها أحداث المسلسل.كما صورت ميرفت أمين عدداً من مشاهد مسلسلها «بشرى سارة» من تأليف وفاء الطوخي وإخراج عمر في الإمارات، إذ تجسد في الأحداث شخصية «مدرسة» تقيم في إمارة دبي. أما المخرج السوري باسل الخطيب فاختار عدداً من أماكن التصوير في سورية وتحديداً على ساحل البحر المتوسط وبالقرب من الحدود السورية - التركية لتصوير عدد من مشاهد مسلسله «أدهم الشرقاوي» لمحمد رجب ودوللي شاهين وتأليف محمد الغيطي. وعلى غير العادة بدأ يحيى الفخراني تصوير مسلسله الجديد «ابن الأرندلي» الذي يلعب بطولته أمام دلال عبدالعزيز ووفاء عامر وإخراج رشا شربتجي في سورية قبل أن يعود إلى القاهرة. ويبقى الأمل معقوداً بأن تغير هذه المشاهد التي صورت في أماكنها الطبيعية وفي الهواء الطلق قتامة الصورة التي يحبس فيها المخرجون المشاهدين بين جدران ديكورات ضيقة ومكررة.