ركزت اسرائيل تصعيدها العسكري أمس وليل أول من أمس على مدينة رفح حيث اغتالت طائرة حربية قائد المدفعية في"ألوية الناصر صلاح الدين"الذراع العسكرية ل"لجان المقاومة الشعبية"أيمن أبو جزر 27 عاماً في غارة استهدفت سيارة مدنية كان يستقلها مع اثنين من رفاقه أُصيبا بجروح ايضاً. وجاءت الغارة بعد قليل على اطلاق رفاق لهم من"ألوية الناصر صلاح الدين"خمس قذائف هاون على موقع عسكري اسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم عند نقطة تلاقي الحدود بين القطاع ومصر واسرائيل. وفي ساعة متقدمة من ليل أول من أمس أغارت طائرات اسرائيلية من طراز"أف 16"الأميركية الصنع مرتين على مركز للشرطة التابعة للحكومة المقالة وسط القطاع، وست مرات متتالية على الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع والأراضي المصرية. وجاءت الغارات بعد ساعات قليلة على تهديد سكان أحياء جنوب مدينة رفح وأمرهم، من خلال رسائل هاتفية مسجلة أرسلتها قيادة جيش الاحتلال على الهواتف النقالة والثابتة، بمغادرة بيوتهم في عمق 400 متر، ما يعني تهجير 50 ألف فلسطيني. وكانت المفاجأة أن الفلسطينيين رفضوا الانصياع للطلب الاسرائيلي وفضلوا البقاء في منازلهم، غير آبهين بما قد يحصل. الحال نفسها كانت في بقية مدن القطاع ومخيماته، إذ على رغم"بازار"التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بالعدوان مجدداً على القطاع، فإن المواطنين مارسوا أمس النمط اليومي لحياتهم من غير اكتراث لهذه التهديدات. وفتحت المحال التجارية والمصارف والمؤسسات والوزارات والجامعات أبوابها، فيما توجه حوالي نصف مليون طالب وطالبة الى مدارسهم أمس لليوم التاسع منذ انتهاء العدوان في 18 الشهر الماضي. جاء ذلك في وقت صعّد رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك من تهديداتهما ضد غزة. وأكد باراك أمس أن إسرائيل ستواصل الرد على إطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة تجاه البلدات الإسرائيلية. وقال"إن على حركة حماس أن تعمل على وقف إطلاق القذائف الصاروخية باعتبارها المسؤولة عما يجري في قطاع غزة". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك أن"هناك مسيرة ستؤدي إلى استتباب الهدوء في نهاية المطاف"، مضيفاً أن"مصر هي الجهة التي تتفاوض معها إسرائيل حول قضية تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة". ورفض باراك الانتقادات التي وجهت إليه واتهمته"بالتردد في توجيه ضربة شديدة أخرى إلى حركة حماس"، مؤكداً أنه يعمل"بتنسيق وتفاهم كاملين مع قيادة الجيش في هذا المجال". وأعلن أن اسرائيل لا تعتزم القيام بعملية جديدة واسعة النطاق في قطاع غزة الذي تحكمه حركة"حماس". وقال باراك في حديث مع موقع صحيفة"يديعوت احرونوت"على شبكة الانترنت:"ليس في نيتنا القيام بعملية الرصاص المصبوب 2"، في اشارة الى الاسم الذي أطلقته اسرائيل على العدوان الذي استمر 22 يوماً على غزة. وأضاف:"قلنا إنه سيكون هناك رد، وكان هناك رد الليلة قبل الماضية". وتعارضت تصريحات باراك مع تصريحات لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي قالت أول من أمس إنه"اذا لزم الأمر ستشن اسرائيل هجوماً جديداً على قطاع غزة لتضع حداً لاطلاق الصواريخ عبر حدودها." الى ذلك، قال ناطق باسم"كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية"إن المقاومة الفلسطينية ستستمر في الدفاع عن الشعب الفلسطيني طالما استمر العدوان واحتلال الأرض الفلسطينية. ورفض الناطق باسمها"ابو وديع"وقف النار بين الفصائل واسرائيل. وقال في تصريحات صحافية إن"ما جرى يمثل عدواناً صهيونياً على شعبنا، وليس تبادلاً لاطلاق النار بين طرفين"، وأضاف أن"موقفنا واضح من مسألة وقف النار سابقاً وحالياً، والمتمثل في أن المقاومة ضد الاحتلال ستظل مستمرة طالما ظل الاحتلال واستمرالعدوان والحصار واغلاق المعابر". وشدد على أن"موقفنا من وقف النار واضح... نرفضه من حيث المبدأ، إذ لا يزال الاحتلال جاثماً فوق أرضنا مغتصباً حقوقنا، أما ماذا نفعل ومتى وبأي الوسائل فهذا الأمر يخضع لاعتبارات". نشر في العدد: 16741 ت.م: 2009-02-03 ص: 11 ط: الرياض