أغلقت الشرطة الباكستانية أمس، مقر برلمان اقليم البنجاب وسط، واعتقلت 30 من نوابه لمنع انضمامهم الى اجتماع دعا اليه حزب"الرابطة الإسلامية"للاحتجاج على منع زعيمه رئيس الوزراء السابق نواز شريف من تولي مناصب رسمية وخوض الانتخابات، في حجة إدانته بجرائم حرب عادت الى فترة توليه الحكم عام 1999، وكذلك على اقالة شقيقه شهباز من منصب رئيس حكومة ولاية البنجاب الأكثر سكاناً. وخاطب علي أصغر ماندا، العضو في حزب شريف، مئات من المتظاهرين الذين احتشدوا امام مقر البرلمان مرددين هتافات مناهضة للرئيس آصف علي زرداري بالقول: حين يمنع ممثلو الشعب من دخول المجالس، فأي شكل من الديموقراطية والعدالة يمكن ان نتوقعه؟". وأضاف:"سنواصل احتجاجنا داخل المجلس وخارجه حتى استعادة الديموقراطية الحقيقية، وإلغاء قراري المحكمة ضد شريف وشقيقه"، علماً ان محامين وناشطين في صفوف المعارضة يخططون لتنظيم تظاهرات في انحاء باكستان ضد قرار المحكمة العليا الذي يثير مخاوف من عودة باكستان الى اضطرابات التسعينات من القرن العشرين، والتي انتهت بسيطرة الجيش على السلطة. وكان شريف الذي يرفض الاعتراف بسلطة أي قاض عينه الرئيس السابق برويز مشرف بعد فرضه حال الطوارئ وتعطيله الدستور في تشرين الثاني نوفمبر 2007، ويتهم زرداري بعدم التزام وعد إعادة تعيين القضاة المعزولين، قال في خطاب وجهه الى مئات من انصاره في لاهور، عاصمة اقليم البنجاب أول من أمس:"يجب أن تقف الأمة في وجه اللاشرعية والحكم الحالي غير الدستوري، والفعل الخسيس الذي اقترفه الرئيس زرداري"الذي نفى تدخله في قرار المحكمة، داعياً الى عدم استغلال الحكم لإخراج المصالحة الوطنية عن مسارها. ويرى محللون ان باكستان لا تستطيع تحمل حال التشرذم التي تسببها الفوضى السياسية، في وقت يتماسك اقتصادها بالكاد بالاعتماد على قرض منحه صندوق النقد الدولي، ويهدد متشددون إسلاميون أمنها. في غضون ذلك، جرح تسعة أشخاص في حريق اندلع في طبقتين في فندق ماريوت في العاصمة إسلام آباد، والذي كان دمر بالكامل في تفجير انتحاري استهدفه باستخدام شاحنة مفخخة في 20 أيلول سبتمبر الماضي، قبل ان يفتتح مجدداً الشهر الماضي. وأفاد شهود بأنهم سمعوا دوي انفجارات قبل اندلاع النيران في الفندق، والتي اخمدتها أربع فرق إطفاء. وفي واشنطن، دعا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، عشية اجرائه محادثات ثلاثية مع نظيره الأفغاني رانجين سبانتا ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون تصب في اطار المراجعة الشاملة التي تعدها الإدارة الأميركية حالياً لسياستها في"الحرب على الإرهاب"، الى إجراء محادثات تتناول انهاء الغارات الجوية التي تشنها طائرات استطلاع اميركية تعمل من دون طيار على مناطقها القبلية المحاذية للحدود مع افغانستان. وطالب الولاياتالمتحدة بنقل تكنولوجيا طائرات التجسس الى بلاده، من اجل السماح لإسلام آباد بتشغيل هذه الطائرات بنفسها،"خصوصاً اننا نفذنا هجمات ناجحة وضربنا اهدافاً عالية القيمة سابقاً". وأضاف:"سيزيل هذا الإجراء احد اسباب التوتر بين الدولتين الحليفتين، علماً ان كسب القتال يحتم كسب تأييد الشعب الذي يعارض عمليات هذه الطائرات، بعدما اوقعت خسائر كبيرة في صفوف المدنيين". وأقر قريشي ايضاً بقلق باكستان من ردود فعل محتملة من زيادة القوات الأميركية في افغانستان، في ظل مخاوف من عبور مسلحين الحدود المليئة بالثغرات، فيما تعهد عدم تساهل إسلام آباد مع تنظيم"القاعدة"في اقليم وادي سوات القبلي شمال غرب، حيث أبرمت اخيراً اتفاق سلام مثيراً للجدل مع زعماء اسلاميين مقربين من حركة"طالبان باكستان". وقال ان"وجود القاعدة في وادي سوات غير مهم، اذ اننا اخرجناها منه، وسنكرر الأمر في بقية مناطق القبائل". وزاد:"ما لا يفهمه الناس هو اننا اوقفنا اندفاع المتطرفين". نشر في العدد: 16765 ت.م: 27-02-2009 ص: 13 ط: الرياض