بإقفال المجلس الدستوري الجزائري قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة المقبلة، تكون البلاد قطعت شوطاً جديداً في اتجاه رابع انتخابات رئاسية تعددية، لكن السباق عليها لم يشهد مفاجآت بقدر ما أوجد مشهداً سياسياً مغايراً أهم ميزاته ظهور تكتل حزبي وجمعوي ضخم يؤيد الرئيس المرشح عبدالعزيز بوتفليقة لولاية ثالثة. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أفرزت المنافسات الرئاسية معطيات جعلت أحزاباً علمانية وأخرى إسلامية تتخندق في صف المقاطعة، كما مهّدت لعودة الإسلامي عبدالله جاب الله إلى أول حزب أسسه وهو أمر مرتقب إعلانه رسمياً في مطلع آذار مارس المقبل. وبإعلان قائمة المرشحين ال11 الذين أودعوا رسمياً ملفاتهم لدى المجلس الدستوري، تكون الجزائر قطعت"نصف الطريق"نحو اختيار الرئيس المقبل، إذ ثمة إجماع واسع على أن الرئيس بوتفليقة يظهر، من خلال تشكيلة منافسيه، وكأنه"يسابق نفسه"على المنصب الأول في البلاد. وأعلن المجلس الدستوري أن قائمة منافسي بوتفليقة التي يُتوقع أن تعرف انخفاضاً الشهر المقبل تتكوّن من موسى تواتي وجهيد يونسي وعلي زغدود ورشيد بوعزيز ولويزة حنون ومحمد السعيد وفوزي رباعين ومحمد هادف وعمر بوعشة وعالم الفلك لوط بوناطيرو. وأعلنت اللجنة الحكومية المكلفة تحضير الانتخابات الرئاسية والتي يرأسها الوزير الأول أحمد أويحيى، أنها تحرص على توفير كل الشروط الكفيلة بضمان شفافية الاقتراع، وقالت إن التوقيعات التي يستوجبها القانون جمعها المرشحون من دون عائق، في إشارة إلى مرشحين آخرين برروا عدم جمهعم التوقيعات الكافية ب"عراقيل"من السلطات. وقالت اللجنة إن الأمر نفسه ينطبق على المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية التي أجريت تحت مراقبة قضاة طبقاً لما يقتضيه قانون الانتخابات. وأمام غياب منافس قوي في وجه الرئيس المرشح، فإن مصالح حكومية وأمنية جعلت من رفع نسبة المشاركة هدفها الرئيسي، على خلفية تقارير غير مطمئنة توحي بمشاركة ضعيفة، وهو الدافع وراء استباق بوتفليقة لموعد الحملة الانتخابية قانونياً للدعوة إلى المشاركة في خطاب ألقاه قبل أيام، وسيعيد التذكير به غداً في ولاية بسكرة الجنوبية و ولايات أخرى يزورها قريباً. وقالت مراجع إن التقرير الذي طلبته وزارة الداخلية أخيراً حول نسبة المشاركة المتوقعة، وردت فيه ملاحظات أساسية في شأن سير عملية المراجعة الانتخابية، وسجّل ضعفاً في التجاوب الشعبي مع حملة الترويج للانتخابات وضرورة المشاركة فيها. وجاء في التقرير أيضاً إشارة إلى طغيان المشاكل الاجتماعية، كالبطالة وأزمة السكن وانعدام الكهرباء والغاز، ضمن جملة المبررات التي يطرحها الأشخاص الذين يتجاهلون العمليات الانتخابية في السنوات الأخيرة. ويلقى ترشيح الرئيس بوتفليقة دعماً كبيراً من أحزاب الائتلاف الرئاسي المكوّن من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي وحركة مجتمع السلم، إضافة إلى منظمات شعبية عديدة. وفي المقابل، أعلن حزبا المعارضة جبهة القوى الإشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المقاطعة"الإيجابية"، في حين شكّل قرار حركة النهضة حزب إسلامي مفاجأة. إذ كان للرئاسيات"فضل"في تقريب وجهات النظر بينها وبين مؤسسها عبدالله جاب الله الذي أعلن قريبون منه أن تاريخ 12 آذار مارس المقبل سيكون موعداً لعودته إلى قيادة الحزب الذي أسسه أول مرة بداية النصف الأول من تسعينات القرن الماضي. "تقرير مصير"الصحراء وأعرب ا ف ب الرئيس بوتفليقة امس عن الأمل في تقدم نحو"تقرير مصير الشعب الصحراوي"في رسالة وجهها إلى زعيم جبهة"بوليساريو"محمد عبدالعزيز. وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية ان بوتفليقة أعرب عن الأمل في أن يدفع تعيين موفد الاممالمتحدة الجديد للصحراء الغربية كريستوفر روس"الى التقدم بهدف التوصل لحل سياسي يسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي". ووجه الرئيس الجزائري الرسالة الى زعيم"بوليساريو"في الذكرى ال33 لتأسيس الجبهة في 27 شباط فبراير 1976.