أعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في واشنطن أمس، ان باكستانوافغانستان اوجدتا"مناخاً جديداً"من الثقة بينهما سيساعدهما في قتال متشددي حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"عبر الحدود. وقال بعد لقائه وزير الخارجية الافغاني رانجين دادفار سبانتا تمهيداً لعقدهما اليوم محادثات ثلاثية مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تندرج ضمن المراجعة التي تجريها الادارة الاميركية لاستراتيجيتها الخاصة مكافحة الارهاب في افغانستانوباكستان:"تعزز مستوى الثقة بين البلدين"، وذلك بعد مرحلة طويلة من الاتهامات العلنية المتبادلة حول مسؤولية البلدين عن تنفيذ المتشددين هجمات عبر الحدود. وأكد سبانتا ثقة افغانستان بالقيادة في باكستان، بعدما اطلعه قريشي على تفاصيل السياسة الجديدة التي تعتمدها إسلام آباد عبر ابرامها اخيراً اتفاق سلام مع حركة"طالبان باكستان"في اقليم وادي سوات القبلي شمال غربي المحاذي للحدود مع افغانستان، على رغم ان الولاياتوالمتحدة والحلف الاطلسي ناتو ابديا قلقهما من ان تشجع هذه الاستراتيجية سياسة استرضاء المتشددين. وأكد قريشي ان اتفاق السلام في سوات يمثل"حلاً محلياً لمشكلة داخلية، وليست استرضاءً لمتشددين، لذا لا خوف من تطبيقه". وفي لقاء ثنائي عقده مع وزيرة الخارجية الاميركية كلينتون، كرر قرشي تأكيد التزام إسلام آباد محاربة المتطرفين, ورغبتها في التعاون مع ادارة الرئيس باراك اوباما ل"التغلب على الارهاب بكل اشكاله ومظاهره". وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية كلينتون بأنها تتوقع"حواراً مفتوحاً"مع افغانستان التي قررت واشنطن الاسبوع الماضي ارسال 17 ألف جندي اضافي الى اراضيها، ما سيرفع عدد القوات الاميركية فيها الى 55 ألفاً. وعلى رغم مطالبة نواب اميركيين باعادة النظر في المساعدة الاميركية لباكستان، في ضوء تقرير جديد عن منح الادارة السابقة نحو 12 بليون دولار لإسلام آباد من دون ان تنجح في انهاء نشاطات المتمردين في مناطق القبائل الباكستانية، اقترح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي جون كيري، بعد لقائه قريشي، مضاعفة المساعدات غير العسكرية الممنوحة الى باكستان ثلاث مرات للحيلولة دون تحولها الى ملاذ للارهابيين. وأعلن المرشح الديموقراطي السابق للرئاسة الاميركية انه سيعرض رفع قيمة المساعدة الاميركية لإسلام آباد الى 7.5 بليون دولار خلال خمس سنوات، في مقابل تحقق وزارة الخارجية من سعي باكستان الى منع شن"طالبان"وتنظيم"القاعدة"هجمات انطلاقاً من مناطق القبائل. واشار كيري الى ضرورة افراج الولاياتالمتحدة واوروبا عن مساعدة مالية عاجلة تراوح بين 4 و 5 بلايين دولار لدعم الاقتصاد الباكستاني. على صعيد آخر، أفادت صحيفة"انديبندنت"بأن الجنود البريطانيين في افغانستان يخوضون"حرباً أهلية مصغرة"مع جهاديين بريطانيين سافروا إلى البلاد من اجل دعم"طالبان". ونقلت الصحيفة عن وثائق أمنية رسمية ان"طائرات استطلاع من طراز نمرود تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني رصدت في ولاية هلمند ومناطق أخرى جنوبأفغانستان اتصالات أجراها جهاديون بريطانيون يتحدث بعضهم الإنكليزية بلهجات مقاطعتي ميدلاند الغربية ويوركشاير". واشارت إلى أن الأدلة على قتال مسلمين بريطانيين في صفوف"طالبان"في أفغانستان وتدربهم في معسكرات للمتمردين في باكستان سلمها الأميركيون الى السلطات البريطانية. الى ذلك، وافقت اوزبكستان على مرور معدات اميركية غير عسكرية عبر اراضيها الى افغانستان، وذلك بعدما قررت قرغيزستان اغلاق قاعدة اميركية رئيسية لهذه الامدادات على اراضيها. نشر في العدد: 16764 ت.م: 26-02-2009 ص: 13 ط: الرياض عنوان: "ثقة متبادلة" بين باكستانوافغانستان في مواجهة المتشددين على الحدود