أفشين مولافي صحافي ايراني، ونحن في السعودية نعرفه بالصحافي الايراني - السعودي. فهو عمل في جريدة"عرب نيوز"السعودية، وعاش في مدينة جدة سنوات عدة، ويحب"الكبسة"اكثر من"أرز برباريس". أفشين نشر في"ايلاف"، السبت الماضي، مقالاً مهماً عن"قدرة دبي على تجاوز الأزمة"، واعتبر ان"كل من هاجم دبي لم يكن ملماً سوى بوقائع مغلوطة وخاطئة". واستند الكاتب الى حقيقية ان مدينة دبي"محور للأشخاص والخدمات ورأس المال والبضائع والأفكار"، وهذه الأشياء لم تزل موجودة، والعالم ما زال بحاجة الى وساطة دبي لتحقيقها. واكد أفشين حقيقة، يعرفها كل سكان منطقة الخليج، وهي ان دبي متفوقة على محيطها كمحطة تنفّذ الافكار الطموحة والجريئة، وعلى نحو يصعب تقليده أو اللحاق به لسنوات عدة مقبلة، لأسباب تاريخية واجتماعية وسياسية، ليس المجال هنا لشرحها. لكن أفشين اشار الى نقطة في غاية الاهمية، غابت عن بال من كتبوا عن تداعيات الازمة العالمية على المدينة المحورية، وهي اعتماد"استراتيجية الإنكار". وانتقد الكاتب سياسة الاعلام والعلاقات العامة في دبي في مواجهة الازمة، وطالب بتغيير النهج الاعلامي لحكومة دبي، معتبراً ان نفي وجود مشكلات اقتصادية، حرّض الناس على تصديق الاشاعات، وضخّم المشكلة. وخلص الى ان دبي"تواجه أزمة ثقة سببها الاعتماد على سياسة المعلومات المضللة والصمت". انها بالفعل مفارقة عجيبة. دبي التي استطاعت تحقيق وتسويق أفكار أشبه بالخيال، تتخلى عن تسويق نفسها، والدفاع عن وضعها الذي انهكه الصمت. والمفارقة الأعجب ان دبي ساهمت في صناعة الاعلام العربي الحديث، وحققت حلم الاعلاميين بصنع مدينة للافق الاعلامي الحر. لكن رُبّ ضارة نافعة، فدبي لم تعط اعلامها حقه مثل بقية المجالات، وهي كانت تسوّق دورها الرائد عبر وسائل اعلام عالمية، لكن هؤلاء تخلّوا عن دبي في هذه الأزمة، وبالغ بعضهم في نقل تأثيرات الأزمة العالمية على دورها. ولهذا فإن دبي مدعوة الى معاودة النظر في اعلامها، وهي بأمكاناتها وأفقها الواسع والمبدع، قادرة على صنع إعلام قادر على حماية دورها ومنجزاته. فهذه الازمة كشفت ان المدينة المحورية بحاجة الى عجلة اعلامية جبارة بمستواها، وحكومة دبي مدعوة الى ردم هذه الفجوة، وعلى طريقتها في صناعة المشاريع الناجحة. نشر في العدد: 16762 ت.م: 24-02-2009 ص: 3 ط: الرياض