الأحد الماضي عقد المسؤولون عن الدائرة المالية في إمارة دبي مؤتمراً صحافياً قدموا فيه حقائق الوضع الاقتصادي التي جرى تضخيمها خلال الفترة الماضية. وتناول المؤتمر الديون السيادية، والحلول المطروحة لتسديدها. المسؤولون عن الوضع المالي في إمارة دبي اعترفوا بأن الأزمة الاقتصادية أثرت على مشهد الاقتصاد المحلي، لكنهم استبعدوا التفكير في بيع الأصول، ونقلوا صورة عن الحيوية التي يعيشها الوضع الاقتصادي في الإمارة. رئيس وزراء الإمارات، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، الذي حضر المؤتمر، قال للصحافيين: «نحن نريدكم أن تكونوا في الصورة، نحن واضحون وشفافون، وليس لدينا شيء نخفيه»، وأشار الى أهمية العناية بالمعلومات الصحيحة. كان واضحاً ان حكومة دبي ضجت من التشويه الذي صنعه الإعلام لوجه المدينة الحية بالطموح، والشيخ محمد انتقد في شكل مباشر من أسماهم « المدّعون الذين يسمون أنفسهم خبراء «. وهو عزا تزايد دور هؤلاء الى غياب المعلومات، ولهذا دفع المسؤولين الى الانتقال من حال الصمت، وتلقي الصدمات، والتجاوزات وتضخيم الأخطاء، الى اعتماد استراتيجية الهجوم بالمعلومات والحقائق، ولجم التحليلات التي تستند الى توقعات، او معلومات خاطئة، وغير دقيقية. لا شك في ان الوضع الراهن الذي تعيشه دبي يدعم استراتيجيتها الإعلامية الجديدة القائمة على المبادرة، فالوضع الاقتصادي، في شكل عام، جيد. دبي استعادت نشاطها وبدأت فنادقها تعج بالزائرين والاجتماعات. توارى الترقب والهدوء الحذر، ودخل السوق عدد كبير من الشركات الجديدة، والأهم ان المسؤولين عن الحركة الاقتصادية والمالية استعادوا ثقتهم بالبلد، واكتشفوا ان جزءاً كبيراً من حال الإحباط الذي خيم على صورة دبي كان بسبب جلوسهم في الصفوف الأخيرة، وترك الآخرين يتحدثون نيابة عنهم. الأكيد ان سياسة الصمت التي اعتمدها المسؤولون فرضها الوضع الاقتصادي المتردي. ولهذا استبدل المسؤولون الدعاية بالصمت. لكن الصمت استمر على رغم التحسن، وهو تدخل في خلق رأي سلبي عن الحالة الاقتصادية، فكان لا بد من إعادة النظر بالسياسة الإعلامية والتسويقية للمدينة العظيمة. ولهذا كان حضور الشيخ محمد بن راشد المؤتمر الصحافي الأحد الماضي إعلاناً عن تدشين الاستراتيجية الإعلامية الجديدةلدبي.