وجهت مصر أمس الدعوات إلى الفصائل الفلسطينية لبدء جلسات الحوار الوطني الذي أرجئ أكثر من مرة الأربعاء المقبل، لكن حركة"حماس"ردت على الدعوة باشتراط إطلاق سراح معتقليها في الضفة الغربية أولاً. وطالبت القاهرة الفصائل بتشكيل وفودها من"شخصيات معتدلة"، وتجنب إشراك"الصداميين". راجع ص 4 وأكد قيادي رفيع المستوى في"حماس"ل"الحياة"أن الحركة تلقت الدعوة المصرية أمس، مشيراً إلى أنها شددت في ردها على أن إطلاق المعتقلين في الضفة"شرط"لحضور جلسات الحوار. وقال إن"المصريين وعدوا ببذل ما في وسعهم"لتذليل هذه العقبة. وأعرب عن استعداد حركته لتسوية هذا الملف في قطاع غزة أيضاً. لكن ممثل"حماس"في لبنان أسامة حمدان قال ل"الحياة"إن"المشاكل التي أعاقت الحوار في تشرين الثاني نوفمبر 2008، لا تزال عالقة. واللقاء بين وفدي حماس وفتح في القاهرة برئاسة أحمد قريع وموسى أبو مرزوق الأسبوع الماضي فتح الباب لحلحلتها، فمن الطبيعي أن تستكمل الحلحلة قبل الشروع في الحوار، مع كامل التقدير لجهود مصر التي تساهم في إيجاد مخرج". وشدد على أولوية إطلاق معتقلي"حماس. وأضاف:"عندما طلبنا من أبو العلاء قريع حل هذه المشكلة، قال إن القرار فيها بيد الرئيس محمود عباس أبو مازن". وطالبت"حماس"في بيان أمس السلطة الفلسطينية بإطلاق سراح المعتقلين في الضفة قبل بدء الحوار. وشددت على أن"الإفراج عن المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية يمثّل خطوة ضرورية لانعقاد الحوار ونجاحه، إذ لا يعقل أن يتم الحوار في ظل المناخ السائد في الضفة حيث يتواصل اعتقال أبناء حماس وفصائل المقاومة الذين زاد عددهم على 600 معتقل حتى الآن". واتسم الموقف المصري من إعلان توجيه الدعوات للحوار بالتضارب، إذ أكدت مصادر عقد الحوار في موعده فيما شددت أخرى على أن"الموضوع لا يزال في طور التشاور"، ما يمكن أن يعزى إلى الرد الفاتر على الدعوة من جانب"حماس". وكان مصدر مصري موثوق به قال ل"الحياة"إن هناك"تقارباً على مختلف المستويات"بين كوادر من الحركتين، مشيراً إلى"لقاءات جرت بين القيادات العسكرية والسياسية في الحركتين، لكن هناك حاجة إلى مصالحة بين رؤوس قيادتي الحركتين". ورأى أن"هذه المسألة هي العقبة أمام المصالحة. وإذا تم حلها، ستسير الأمور بسلاسة، وسيتم إنهاء هذا الملف سريعاً". ولفت إلى أن مصر تسعى إلى ضمان إجراء الحوار الذي سيلتئم في مقر الاستخبارات في القاهرة"بعيداً من أعين الإعلام"، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق يحقق مصالحة فعلية. ولفت إلى أن مصر أوصت معظم القوى الفلسطينية، خصوصاً"فتح"و"حماس"، بتشكيل وفودها من"شخصيات معتدلة، لأن هناك شخصيات صدامية من الأفضل استبعادها في هذه المرحلة". وكشف رئيس كتلة حركة"فتح"البرلمانية عزام الأحمد أمس أن القيادة المصرية أبلغت عباس والفصائل الفلسطينية، بموعد الحوار. وأضاف أن الأمناء العامين للفصائل، أو من ينوب عنهم، سيحضرون جلسات الحوار، وسيتم خلال هذا الاجتماع الاتفاق على تسمية أعضاء خمس لجان لمتابعة الحوار الداخلي بين الفصائل. وقال مسؤولون فلسطينيون ان عباس طلب من مصر عدم ربط الحوار الفلسطيني بالتهدئة، مشيراً إلى أن الحوار بات"مُلحاً". ومن المقرر أن يبدأ الحوار، في حال عقده، بلقاء لقادة الفصائل بمشاركة عباس بصفته رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية، ثم تعقد اجتماعات للجان الحوار الخمس، وهي لجان"الحكومة والانتخابات والأمن ومنظمة التحرير والمصالحة"لمدة ثلاثة أيام. نشر في العدد: 16760 ت.م: 22-02-2009 ص: الأولى ط: الرياض