قال السفير العراقي لدى سورية علاء الجوادي إن الحكومة العراقية تعتزم تسريع العمل في مشروعين للطاقة مع سورية، يتكلفان عدة بلايين من الدولارات، سيساعدان في انهاء التوتر بين البلدين. والمشروعان هما خط أنابيب للنفط يربط حقل نفط كركوك بمرفأ على البحر المتوسط، وتطوير حقل عراقي للغاز قرب سورية. وارجئ المشروعان وسط انتقادات من بغدادلدمشق بسبب ما تصفه بأنه تعاون غير كاف بخصوص وقف عبور متشددين الى العراق عبر حدودهما البالغ طولها 600 كيلومتر. وقال الجوادي، وهو أول سفير للعراق الى سورية منذ حوالي 30 عاماً، إنه يتوقع تقدماً ملموساً، مشيراً الى انه سمع مباشرة من قيادة بلاده أن العراق جاد ومستعد لإزالة العقبات أمام تنفيذ هذين المشروعين الاستراتيجيين. يذكر ان الجوادي، وهو أحد مؤسسي"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"، أقام في سورية مع عشرات من زعماء المعارضة العراقية في المنفى اثناء حكم الرئيس الراحل صدام حسين. وقال الجوادي، الذي قدم أوراق اعتماده الى الرئيس السوري بشار الاسد هذا الاسبوع، إنه لن يدلي بمزيد من التفاصيل لأنه من الأفضل حل تلك القضايا بعيداً عن الاضواء، لكنه توقع ان يحدث تقدم كبير. وتراجعت العلاقات بين العراق وسورية بعدما تولى صدام الرئاسة في نهاية السبعينات من القرن الماضي وخوضه حرباً ضد ايران استمرت 8 سنوات. وظلت العلاقات بين البلدين متوترة بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق، والذي أطاح بصدام في 2003، على رغم أن كلا من البلدين أعاد فتح سفارة لدى البلد الآخر قبل نحو ثلاث سنوات. وكانت سورية مصدّرا رئيسيا الى العراق في السنوات الاخيرة من حكم صدام. كما ساعدت بغداد في خرق عقوبات الاممالمتحدة من خلال استيراد النفط الخام عبر خط الانابيب الذي قصفته الطائرات الاميركية خلال الغزو في 2003. وانخفض انتاج سورية من النفط بشكل مطرد الى 379 ألف برميل يومياً العام الماضي. ولم تحصل دمشق سوى على مزايا اقتصادية محدودة منذ غزو العراق وانهاء العقوبات التي ساهمت في انهيار الاقتصاد العراقي على رغم أنها ساعدت في انتعاش اقتصادات جيران العراق. وتعتبر دمشق مشاريع الطاقة المشتركة حيوية. وسيدرّ مشروع خط الانابيب على سورية عملة صعبة ستساعدها في تعويض الانخفاض في انتاجها النفطي. لكن العراق أوضح أنه يجب أن يرافق ذلك تقدم في المسائل الامنية. ودعا العراق شركة"سترويتر انسجاز"الروسية في 2007 الى تقديم عرض لإعادة احياء خط أنابيب تصدير النفط كركوك - بانياس الذي تبلغ طاقته 300 ألف برميل يومياً وزيادة طاقته. لكن لم تتبع ذلك أي خطوات أخرى حسبما ذكر مسؤولون تنفيذيون بصناعة النفط. وتضمنت اتفاقات تمهيدية أيضا تطوير حقل غاز عكاس وتصدير الانتاج عبر شبكة خطوط أنابيب تمر في سوريا. وحض مسؤولون عراقيون في زيارات الى دمشق العام الماضي المسؤولين السوريين على زيادة التعاون الامني حتى يتم المضي قدماً في المشروعين. وحقل عكاس هو أحد ثمانية حقول للنفط والغاز طرحها العراق أمام شركات أجنبية العام الماضي لتقديم عروض لتطويرها. وقالت وزارة النفط العراقية في كانون الثاني يناير الماضي إنها تجهز المستلزمات الخاصة بإنشاء خط أنابيب للغاز من عكاس الى سورية. وامتنع الجوادي عن التطرق الى القضايا الامنية، لكنه قال إن العراق يتطلع الى تحسين مجمل العلاقات مع سورية، لافتاً الى وجود نية صادقة لدى البلدين لنقل العلاقات الى المستوى الذي ينبغي أن تكون عنده. وأضاف أن العلاقات الاقتصادية مرتبطة بالصورة العامة السياسية والاجتماعية والامنية. وأشار الى انه لا يتحدث عن بلد يبعد آلاف الكيلومترات عن العراق، وانما عن بلد مجاور اعتاد كثير من زعماء العراق الحاليين على العيش فيه، كما لا يزال كثير من اللاجئين العراقيين يعيشون فيه ويحصلون على مزايا سخية.