اتهمت "حركة العدل والمساواة" المتمردة في دارفور القوات الحكومية بقصف مواقعها في شرق جبل مرة بعد يوم من توقيعها"اتفاق حسن نيات وبناء ثقة"في الدوحة وسلّمت الوسطاء أسماء 21 أسيراً حكومياً قررت الافراج عنهم كبادرة حسن نية. واستقبل الرئيس السوداني عمر البشير وفد حكومته إلى محادثات الدوحة ورحب باتفاق التفاهم الذي وقّعه الوفد مع المتمردين، وأشاد بجهود قطر لتسوية أزمة دارفور. وأكد رئيس الوفد الحكومي نافع علي نافع عقب عودة الوفد إلى الخرطوم، أمس، أن الاتفاق النهائي سيوقع خلال ثلاثة شهور حداً أقصى، موضحاً أن الوسطاء سيجتهدون في أن يكون اتفاقاً شاملاً ويضم بقية الفصائل المتمردة. وقال إن الحوار حول"اتفاق اطار"يحدد"خريطة طريق"لاقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية سيكون بعد اسبوعين في الدوحة لإقرار وقف اطلاق النار والعدائيات واعادة النازحين. وأكد عضو الوفد الحكومي أمين حسن عمر أهمية التقيد بمهلة ثلاثة أشهر للتوصل إلى اتفاق نهائي لجهة أن البلاد مقبلة على انتخابات رئاسية وبرلمانية وان، الحكومة لا تريد أن يكون التحوّل الديموقراطي رهين المفاوضات. واستبعد أن يُفرج عن الأسرى قبل توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية. وبث تطمينات إلى"حركة تحرير السودان"، الفصيل الذي يتزعمه مني أركو مناوي، مفادها أن اتفاق الدوحة لن يعزل أحداً ولن يلغي أي اتفاقات سابقة، في إشارة إلى اتفاق السلام الذي وقّعه مناوي مع الحكومة خلال مفاوضات أبوجا عام 2006. وقال:"لن ننقض أي اتفاق لأن ذلك سيكون عبثاً". وسلّم زعيم"حركة العدل والمساواة"خليل إبراهيم الوسطاء لائحة بأسماء الأسرى من القوات الحكومية الذين قرر الافراج عنهم وهم فرح أصيل عز العرب، محمد أحمد محمد فارس، جبريل محمد جبريل، علي آدم سليمان، محمود حمدان محمد صالح، عبدالله محمد حماد، محمد آدم اسماعيل، السنوسي حسين عبدالله السنوسي، آدم محمد فضل، عبدالله آدم محمد هلال، أحمد مرجان النور، الصغير أحمد، عيسى محمد جبريل، محمود اسماعيل، عبدالرحمن بشارة حسن، عمر حسن عيسى، ماجد أحمد حسين، محمد عبدالله عبود، عبدالقادر حامد أحمد، زكريا الدوم محمد ابراهيم واسماعيل عثمان أحمد. لكن"حركة العدل والمساواة"اتهمت القوات الحكومية بقصف مواقعها في شرق جبل مرة بالطائرات، معلنة وقوع اشتباكات على الأرض، واعتبرت ذلك خطوة سيئة بعد يوم من توقيعها اتفاق التفاهم مع الحكومة في الدوحة على رغم أن الاتفاق لا يشمل وقف النار. وقالت الحركة في بيان إن الحكومة غير جادة في السلام، لكنها تمسكت بالاستمرار في التفاوض معها لإقرار اتفاق نهائي. ورحّبت المعارضة السودانية بتفاهم الدوحة بتحفظ، ووصفه زعيم حزب الأمة الصادق المهدي بأنه"كلمة خير انقذت المحادثات من الانهيار". ودعا إلى توسيع الاتفاق وإشراك القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، منتقداً عزل بقية القوى. واعتبره الأمين العام للحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد بداية جيدة، لكنه دعا إلى ضم جميع الحركات المسلحة و"منبر دارفور"من الأحزاب والمنظمات المعارضة. وقال مسؤول ملف دارفور في الحزب الاتحادي الديموقراطي أحمد سعد عمر إن حزبه مع توحيد رؤى حركات دارفور ولديه اتصالات في هذا الصدد مع بقية الحركات لتنضم الى محادثات دارفور المقبلة. لكن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي، محمد الأمين خليفة، وصف اتفاق الدوحة بأنه"علاقات عامة"، مؤكداً أن المشوار"ما يزال طويلا". ونفى أن تكون هناك علاقة بين الاتفاق والمحكمة الجنائية الدولية باعتبار أن الاول خطوة سياسية بينما المحكمة أمر جنائي. واكد ان اطلاق زعيم حزبه، حسن الترابي، ليس جزءاً من الاتفاق على رغم طلب رئيس"حركة العدل والمساواة"اطلاقه. إلى ذلك، أقر رئيس أحد فصائل"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور بزيارة إسرائيل أخيراً، موضحاً أن سبب الزيارة تفقد اللاجئين السودانيين. وقال في مقابلة بثتها قناة"الجزيرة"إنه سيذهب إلى إسرائيل مرات ومرات طالما أن هناك أكثر من ثمانية آلاف سوداني شردتهم حكومة الخرطوم والآن هم لاجئون في إسرائيل، وأكثر من 400 منهم في السجون. واستطرد:"طالما أن الحكومة السودانية تشرّد أهل دارفور فإننا سنزورهم أينما كانوا ونحل مشاكلهم ما استطعنا، ونجعلهم مرتبطين بقضيتهم وبأهلهم في دارفور، وهذا من واجبي كرئيس للحركة وقائد للشعب السوداني". وأوضح أن"التطبيع الاجتماعي"حصل لأن هؤلاء اللاجئين يعيشون مع الإسرائيليين، مشيراً إلى أنه"بالنسبة إلى التطبيع السياسي موقفنا ثابت". كما تعهد فتح سفارة إسرائيلية في الخرطوم بمجرد وصوله إلى الحكم في السودان الذي قال إنه سيكون قريباً، نافياً وجود أي عداوة بين حركته وإسرائيل. وأضاف"نحن في حركة تحرير السودان ليس لنا أي عداوة مع دولة إسرائيل أو مع الشعب في إسرائيل، وبعد وصولنا إلى السلطة ستكون لنا علاقات ديبلوماسية كاملة مع إسرائيل وسنفتح سفارة لإسرائيل في الخرطوم وقنصليات إسرائيلية في مختلف أقاليم السودان بجانب السفارة الفلسطينية والقنصليات الفلسطينية". ورد وزير الدولة للإعلام السوداني الدكتور كمال عبيد على تصريحات نور بقوله إن السودانيين سيقفون بالمرصاد لأي محاولة لفتح سفارة إسرائيلية في بلادهم، واعتبر أن ما يقوم به محمد نور ليس في صالح أهل دارفور، ويؤكد التدخل الاسرائيلي في أزمة الإقليم. وكانت صحيفة"هآرتس"ذكرت أن محمد نور التقى خلال زيارته لإسرائيل مسؤولاً بوزارة الدفاع، لكنه لم يلتق مسؤولين في الخارجية لأن زيارته ليست رسمية. نشر في العدد: 16757 ت.م: 19-02-2009 ص: 11 ط: الرياض