يبدأ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ليل اليوم مشاوراته مع الأحزاب السياسية التي أفرزتها نتائج الانتخابات البرلمانية قبل أسبوع، وذلك لاختيار مرشح الغالبية لتشكيل الحكومة الجديدة. ووفقاً للقانون الإسرائيلي، سيكلف النائب الذي أوصت به غالبية النواب وليس بالضرورة النائب الذي حصل حزبه على أكبر عدد من النواب. وبعد أسبوع من إعلان النتائج، لم ينجح زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو ولا زعيمة"كديما"تسيبي ليفني، وأعلن كلاهما فوزه في الانتخابات، في حشد تأييد غالبية برلمانية لترشيحه لتشكيل الحكومة. وعلى رغم أن اليمين الإسرائيلي فاز بغالبية مطلقة من مقاعد الكنيست الجديد 65 من مجموع 120، موزعة على ستة أحزاب إلا أن نتانياهو لم ينجح إلى الآن في إقناع كل هذه الأحزاب بإعلان دعمها ترشيحه، وهو لا يملك أكثر من 45 نائباً يؤيدون ترشيحه هم نواب حزبه"ليكود"27 و"شاس"11 و"الاتحاد القومي"4 و"البيت اليهودي"3، فيما لم يعلن حزبا"يهدوت هتوراه"5 مقاعد و"إسرائيل بيتنا"بقيادة أفيغدور ليبرمان موقفهما وقد يختاران الحياد. في المقابل، لا يتوقع أن يوصي أمام بيريز بترشيح ليفني سوى نواب حزبها"كديما"28. وعلى رغم إعلان القطب في الحزب حاييم رامون الاتفاق بين"كديما"و"إسرائيل بيتنا"على أربعة من مطالب الأخير الخمسة، المتعلقة أساساً بتشريع قوانين تسمح بالزواج المدني وتسهل عملية اعتناق اليهودية، وهي مسائل لا يقبل بها نتانياهو، نظراً الى رفض الأحزاب الدينية المتحالفة معه لها. إلا أن ليبرمان لا يعتزم توصية بيريز بترشيح ليفني لإدراكه أن خطوة كهذه لن تنال رضى مصوتيه من المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق الذين يريدون رؤية نتانياهو رئيساً للحكومة. في المقابل، فإن إعلان رامون دفع بحزبي"العمل"و"ميرتس"المحسوبين قريبين سياسياً من"كديما"إلى الإعلان عن أنهما لن يوصيا بترشيح ليفني، نظراً إلى اتفاقها مع حزب متطرف مثل"إسرائيل بيتنا". وأمام هذه المتاهة، سيحاول بيريز ايجاد"المعادلة السحرية"لاختيار مرشح لتشكيل الحكومة. ويرى مراقبون أن ليبرمان يريد من خلال إمساك العصا من طرفيها أو"الرقص على حبلين"إقناع نتانياهو وليفني بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة تضم"ليكود"و"كديما"و"إسرائيل بيتنا"تتمتع بقاعدة برلمانية متينة من 70 مقعداً وتحول دون ابتزازات الأحزاب الصغيرة، على أن يتناوب نتانياهو وليفني على رئاستها. وحتى الآن، يرفض نتانياهو هذا الخيار بداعي أن الإسرائيليين اختاروا اليمين ليقود الحكومة المقبلة برئاسته. من جهتها، أعلنت ليفني أنه ليس وارداً في حساباتها أن ينضم حزبها إلى حكومة برئاسة نتانياهو لأن حزبها خرج من الانتخابات بأكبر عدد من المقاعد، ما يؤهلها تشكيل الحكومة المقبلة، على رغم علمها أنه حتى في حال تكليفها بالمهمة، فإنها لن تجد غالبية برلمانية لحكومة كهذه. في كل الأحوال، يتحتم على الرئيس الإسرائيلي الانتهاء من مشاوراته في غضون سبعة أيام ليختار النائب الذي يشكل الحكومة ويمنحه 28 يوماً ثم 14 يوماً إن احتاج لينهي مهمته. المعادلة ليست سهلة لكن هناك من يعتمد على خبرة بيريز الذي اختبر الحلبة السياسية وثناياها منذ إقامة الدولة العبرية، ليخرج من المتاهة التي خلفتها الانتخابات الأخيرة. نشر في العدد: 16756 ت.م: 18-02-2009 ص: 11 ط: الرياض