أعلن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، ان بلاده ستشارك في المراجعة الواسعة التي تجريها الإدارة الأميركية لاستراتيجية"الحرب على الإرهاب"، وسط خلاف بين الدولتين الحليفتين في شأن أساليب قتال متمردي حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة". وصرح كارزاي بعد لقائه المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك:"انني ممتن جداً لقبول الرئيس باراك اوباما اقتراحي الخاص بمشاركة أفغانستان، عبر وفد يرأسه وزير الخارجية رانجين دادفار سبانتا، في مراجعة الاستراتيجية العسكرية وغير العسكرية للسياسة الأميركية في الحرب على الإرهاب"، في وقت تزداد المخاوف من تصاعد التطرف الإسلامي في المنطقة بعد سبع سنوات على إطاحة قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة نظام"طالبان"من أفغانستان. وصعّد الرئيس الأفغاني انتقاداته للأساليب التي تتبعها القوات الدولية في القتال، وبينها الغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل وجرح مئات من المدنيين، فيما رحب بموافقة قيادة القوات الأميركية اخيراً على زيادة إشراك القوات الحكومية في تخطيط العمليات العسكرية وتنفيذها، ووقف المداهمات الليلية. وقال هولبروك الذي استهل الخميس الماضي جولته الإقليمية بزيارة باكستان لمدة أربعة ايام:"أتيت الى أفغانستان لأستمع واعرف آراء مسؤوليها، وتأكيد التزام الولاياتالمتحدة بدعمها في مواجهة طالبان وتنظيم القاعدة"، علماً بأن الإدارة الأميركية الجديدة تنتقد كارزاي اكثر مما فعلت إدارة الرئيس السابق جورج بوش، لكنها سترسل 30 الف جندي اضافي الى أفغانستان هذه السنة. وأكد هولبروك اخيراً ضرورة اتباع نهج جديد لتغيير الوضع في أفغانستان. وقال على هامش مؤتمر دولي عقد في ألمانيا الأسبوع الماضي إن"الكفاح سيكون طويلاً وأكثر صعوبة من العراق". وفي الذكرى ال20 لانسحاب القوات السوفياتية من افغانستان، بعد حرب امتدت نحو عشر سنوات وأسفرت عن مقتل 13 الف سوفياتي وحوالي مليون افغاني، اعلن الجنرال الروسي السابق رسلان اوتشيف ان بلاده ارتكبت خطأ عسكرياً عبر اجتياح البلاد"ادى الى خطأ سياسي تمثل في انهيار الاتحاد السوفياتي وصعود نظام طالبان في أفغانستان". ورأى اوتشيف ان التجربة السوفياتية مفيدة للغرب، وقال:"اردنا قبل عقدين إنشاء افغانستان سوفياتية. لكن اذا اردنا ان تكون افغانستان مستقرة فيجب ان نمنح شعبها فرصة بناء دولته". وأكد الرئيس الأفغاني السابق والقائد السابق ل"المجاهدين"ضد الاحتلال السوفياتي برهان الدين ربّاني ان تركيز"حلف شمال الأطلسي"ناتو والجيش الأميركي كل اهتمامهما على القتال، ومحاولتهما استثمار جهودهما في الوسائل العسكرية فقط"لن يمنحهما الانتصار". وأشار الى ان السوفيات حاولوا إحداث حال من التقدم في دولة افغانستان المحافظة المتمسكة بالتقاليد، و"كان سجلهم افضل من الغرب في نواحٍ عدة حتى الآن، اذ بنوا معظم الطرق والوزارات والمدارس الكبيرة والمستشفيات، ودربوا مجموعات مميزة تعمل اليوم في أجهزة الخدمات الحكومية والجيش والشرطة، كما بنوا صفوف العمارات السكنية المحيطة بكابول". وأضاف:"وقعت فعلياً بعض الأخطاء خلال العمليات العسكرية للسوفيات، وهي تتكرر مع الغرب اليوم". نشر في العدد: 16754 ت.م: 16-02-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: أفغانستان ستشارك واشنطن في وضع استراتيجية جديدة ل "الحرب على الارهاب"