أكدت واشنطن أمس أنها تتطلع الى"علاقة ملائمة"بين العراقوايران، مشيرة الى أن تفعيل المؤسسات الدستورية العراقية وعمل الحكومة"يعززان هذا الاتجاه". واعتبر نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ريتشارد شميرر أن انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة في العراق عكست"نضجاً سياسياً لدى العراقيين"، ودعا الى"مراقبة"تفاعلاتها على عمل مجالس المحافظات الجديدة خصوصاً من مسائل كالفيديرالية ودور الحكومة المركزية في بغداد. وأكد شميرر، العائد لتوه من العراق في جولة تزامنت مع انتخابات مجالس المحافظات الأسبوع الفائت، أن نتائج هذه الانتخابات"تحمل مؤشرات سياسية ايجابية تجسدت في ابتعاد العراقيين عن التصويت وفقاً لأسس مذهبية"وتأييدهم لمسار الحكومة المركزية برئاسة نوري المالكي. واشاد المسؤول في لقاء مع عدد من الصحافيين في الخارجية حضرته"الحياة"ان"نجاح الانتخابات سيساعد العراق على تعزيز مؤسساته السياسية وتقوية حكومته"لافتاً الى أن المناخ العام"مشجع"لجهة عملية الاقتراع والظروف الأمنية التي رافقتها. وأكد المسؤول المعني مباشرة بالملف العراقي أن الانتخابات"نقلت العراق الى مساحة سياسية جديدة بسبب نسب المشاركة الوسعة من جميع اللاعبين"، ورأى أنها تعكس"نضجا سياسيا"للعراق ككل وخصوصا أن مجالس المحافظات"ستعطي العراقيين أكثر من أي وقت مضى تمثيلا حقيقيا طبقا لنسب المشاركة". وعن معاني الانتخابات السياسية، قال شميرر إن"هناك مجموعة من المسائل من المهم مراقبتها بينها الفيديرالية والمعادلة السياسية في العراق". ولفت الى أن العراقيين"فضلوا التكنوقراط بدلا من المذهبيين، وهذا يعني اختيار نهج معاكس للطائفية"وهو ما وصفه المسؤول الأميركي بأنه"تطور ايجابي". ورداً على سؤال حول تأثير هذه الانتخابات على العلاقة بين ايرانوالعراق في ضوء النتائج التي أبرزت تقدم قوائم رئيس الوزراء نوري المالكي وتراجع القوى القريبة من طهران ك"المجلس الاسلامي الأعلى"بزعامة عبدالعزيز الحكيم، قال شميرر"نفهم أن العراق يجب أن تكون له علاقة ملائمة مع طهران"، لافتاً الى ان"هذه الانتخابات ستساعد في تقوية المؤسسات العراقية وتساعد الحكومة في أن تكون أكثر فاعلية"وبالتالي"في ترسيخ علاقة كهذه". وأكد شميرر أن"النتائج تقوي قدرة الحكومة العراقية"، مضيفاً ان الأسئلة حول الفيديرالية ستأتي الاجابة عنها من مجالس المحافظات المنتخبة. شميرر رفض الربط بين الانتخابات وأي قرار بالانسحاب الأميركي من العراق، وأكد أن الوزارات الأميركية المعنية، وبالتنسيق مع البيت الأبيض والقيادة العسكرية، تقوم"بدراسة منفصلة حول الانسحاب. وهذه عملية منفصلة". وأضاف"نرحب بأي تطور ايجابي ونأخذه بعين الاعتبار". وأضاف أن"الانتخابات تعتبر انجازا سياسيا وهذا سيساعد في تقويم انخراطنا"و"النظر لكل المسائل". وأشار شميرر الى أن واشنطن تتطلع الى"تعاضد وتعاون العراق"مع دول الجوار، وأن"يساعد في استقرار المنطقة على عكس النظام السابق". الا أن مصادر موثوقة في واشنطن أكدت ل"الحياة"أن هناك جدلاً في ادارة الرئيس باراك أوباما حول توقيت الانسحاب، ومخاوف لدى البعض من اهدار الانجازات"الاستراتيجية"التي حققتها واشنطن هناك في حال الانسحاب. ويدرس البيت الابيض خيارات عدة لسحب القوات الاميركية من العراق مع جدول زمني يتراوح بين 16 شهرا، كما وعد اوباما خلال حملته الانتخابية، الى 23 شهراً على ما افاد مسؤول في مجال الدفاع. وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أعلن ان الانسحاب في غضون 16 شهرا هو من بين خيارات عدة يجرى تقويمها، محذرا من تراجع محتمل للاوضاع في العراق. وقال غيتس بعدما التقى اوباما نهاية الشهر الفائت"اظن ان من واجبنا ان نعرض على الرئيس سلسلة من الخيارات والمخاطر التي ترافق كل خيار. وهو سيتخذ القرار". ومن المتوقع أن تنتهي الادارة من المراجعة في منتصف آذار مارس المقبل. نشر في العدد: 16751 ت.م: 13-02-2009 ص: 9 ط: الرياض عنوان: واشنطن تتطلع إلى علاقة "ملائمة" بين العراق وايران