انهى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي محادثاته الرسمية في الولاياتالمتحدة باجتماع مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جوزف بايدن امس بالاعداد لصيغة «علاقات طبيعية» مع واشنطن. ويختار اليوم نحو 2.5 مليون كردي 111 نائباً لتمثيلهم في برلمان الاقليم والاقتراع على تجديد ولاية رئيسهم مسعود بارزاني الذي ينافس على المنصب بين خمسة مرشحين. وكان جدول الانسحاب الأميركي والاعداد لعلاقة «طبيعية» بين الولاياتالمتحدة والعراق والاسراع في العملية السياسية عكست الخطوط العريضة للقاءات المالكي في واشنطن مع كلينتون وبايدن، وسط ترقب أميركي للانتخابات في الاقليم الكردي وتوقع خطوات من الحكومة العراقية والوساطة الأميركية بعدها لحل الأزمة بين بغداد والاقليم. وختم المالكي لقاءاته الرسمية في الخارجية الأميركية حيث تركز النقاش، بحضور السفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل، على محاولة حصول بغداد على وعد قاطع بتسهيل طلبها الى مجلس الامن اخراج العراق من ضوابط البند السابع. كما اثار المالكي الموضوع نفسه مع نائب الرئيس في لقاء آخر في البيت الابيض. ورحب هيل في تصريحات صحافية ب «احتضان العراق للعملية السياسية» وشدد على ضرورة اشراك جميع العراقيين في العملية السياسية. ووفق ما سُرب عن اجتماعي المالكي مع كلينتون وبايدن انهما تناولا ايضاً مستقبل المناطق الكردية في ظل مخاوف أميركية من انفجار الوضع في كركوك وتشنجات أكبر بين اربيل وبغداد في شأن الخلافات على المناطق المتنازع عليها. وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن واشنطن تنتظر نتائج الانتخابات في الاقليم اليوم، للتحرك على أساسها والقيام بمبادرات سياسية أو وساطات لحل النزاع. وحرص المالكي على التأكيد للأميركيين على جاهزية القوات العراقية و «قدرتها على فرض القانون والنظام». وابلغ الى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ «أن ليس هناك حاجة قصوى للقوات الأميركية، و(ينبغي) التزام موعد الانسحاب في حزيران (يونيو) للقوات القتالية ونهاية 2011 لجميع القوات». الا أن الجانب الأميركي أبدى وجهة نظر مغايرة في هذه المسألة، وهو ما انعكس في كلام الرئيس باراك أوباما وتصريحات مسؤولين أميركيين، اذ كان هناك اصرار على أن واشنطن «ستستكمل الدعم والتدريب لقوات أمنية عراقية متكافئة وغير مذهبية». وفي لقائه مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، حصل المالكي على تعهدات من غيتس بتقديم أسلحة جديدة للوات البحرية والجوية في الجيش العراقي. وكانت لقاءات المالكي في الكونغرس تركزت على الانسحاب الأميركي الذي يعتبر الهم الأساسي للنواب الأميركيين في لجنة علاقات الخارجية على رأسهم السناتور جون كيري وزعيمة الغالبية نانسي بيلوسي، خصوصا موعد حزيران (يونيو) 2010 الذي يسبق الانتخابات الاشتراعية الأميركية بشهور. وكرر النواب أن زيارة رئيس الوزراء العراقي هي «منعطف» تدشن علاقة «طبيعية بين البلدين» وفي ضوء تطلع واشنطن الى انهاء التزاماتها الأمنية في بغداد والتركيز على تحديات استراتيجية أكبر مثل أفغانستان. وكان هدوء مشوب بالترقب والقلق ساد اقليم كردستان العراق قبيل ساعات من انطلاق العملية الانتخابية في الثامنة من صباح اليوم السبت، وتوقفت الحملات والدعاية للمرشحين والاحزاب منذ الخميس، في وقت انتشرت قوات الشرطة في المراكز الانتخابية وحولها وسط توقعات بأن تتجاوز نسبة الاقبال على الاقتراع 80 في المئة كما يقول مسؤولون بسبب المعركة الحرجة والتنافس.