استقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد ظهر امس في البيت الابيض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحضه على استعجال الحوار والمصالحة بين مختلف مكونات الشعب العراقي واحتواء اي نزاع في اقليم كردستان. التحديات السياسة في ملفي المصالحة بين جميع الفئات العراقية وعلاقة بغداد بدول الجوار الى جانب عرض تقويم موضوعي لجاهزية القوات الأمنية العراقية، تصدرت القمة الأولى في واشنطن بين أوباما والمالكي، والتي أحاطها استعجال أميركي لاستكمال المهمة العسكرية في بغداد والتفرغ لأزمات أكبر، والضغط على الحكومة العراقية «لاحراز تقدم أسرع» في العملية السياسية وخصوصا اشراك السُنة واحتواء النزاع في اقليم كردستان. وامضى المالكي ساعة في البيت الابيض، 45 دقيقة مع مستشاري الرئيس الأميركي في الشأن العراقي ثم خلوة لمدة ربع ساعة مع أوباما. وحرص مسؤولون أميركيون على وضع اللقاء في الاطار الأوسع للأهداف الأميركية الاستراتيجية في العراق والانسحاب الكامل مع نهاية 2011 و «تطبيع العلاقة بين البلدين». وقال مسؤولون اميركيون ان المصالحة و «التقدم بوتيرة أسرع في العملية السياسية» نالا الاهمية الاكبر. وقال المسؤول السابق في ولايتي بيل كلينتون خبير ادارة النزاعات والشؤون العراقية في المعهد الأميركي للسلام دانيال سيروير ل «الحياة» أن «أولوية ادارة أوباما اليوم هي استكمال المهمة بالانسحاب وفقاً للجدول الزمني من دون ترك عراق فوضوي ومتضعضع جغرافيا». وتم البحث في التحدي الأمني في ظل «مخاوف أميركية من مبالغة العراقيين بجاهزية قواتهم الأمنية» مع اعتراف المسؤولين الاميركيين ينجاح الاتفاق الأمني، رغم الخلافات «بين الحين والآخر» بين العراقيين والاميركيين في بعض القضايا. وسمع المالكي «تمنيات» لمشاركة اوسع في ادارة العراق «تتخطى التحالفات المذهبية». وقال سيروير «أن واشنطن تريد من المالكي خطوات افضل لتحقيق المصالحة الشيعية- السنية، وضمانات من الحكومة العراقية بأنها ستدفع مستحقات عناصر الصحوة». واستحوذت الانتخابات المقبلة وموقع العراق الاقليمي على جانب من المحادثات. وحض الجانب الاميركي العراقيين على علاقات افضل مع دول المنطقة. ومن المقرر أن يبحث المالكي مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس وزعيمة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، في التعاون العسكري واخراج العراق من البند السابع. وكان المالكي حض في اجتماعه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على تخفيف العقوبات المفروضة على بلاده منذ اجتياح الكويت العام 1990. وفي العراق، قتل خمسة من الزوار الايرانيين في هجوم مسلح على موكبهم. وتبدأ اليوم (الخميس) انتخابات برلمان ورئاسة اقليم كردستان من خلال «اقتراع خاص» لنحو 100 ألف من افراد الشرطة والأمن، للتفرغ لضبط الجانب الأمني خلال التصويت العام بعد غد السبت، وسط تأكيد المسؤولين الأمنيين والعسكريين على عدم التدخل مطلقاً في عملية الاقتراع.