انتهى الاجتماع الوزاري السابع لوزراء الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، في ساعة متأخرة من ليل امس، من"دون الاتفاق على أية موضوعات أو خطوات لاحقة، سوى مواصلة التشاور وتبادل وجهات النظر حول الموضوعات العالقة"بحسب ما أكد مسؤولون مشاركون في المؤتمر ل"الحياة"أمس. ولا يوجد أفضل من تعليق المدير العام للمنظمة باسكال لامي على فعاليات القمة، حيث قال في المؤتمر الصحافي الختامي للقمة:"إن جولة الدوحة لا تزال تمثل أولوية، ولكن توجد خلافات في شأن قضايا تجب مناقشتها للانتهاء منها". ولخّص تصريح وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد أمام الصحافيين بقوله:"إننا نضيع الوقت، فالولاياتالمتحدة غير مستعدة لتحريك موقفها". وانصب تركيز المؤتمر والرأي العام على مصير جولة الدوحة التي انطلقت عام 2001 بهدف تحرير التجارة العالمية والحفاظ على مصالح الدول النامية والأكثر فقراً، ولم يتشكل الضغط الكافي على القوى الفاعلة داخل المنظمة، لإعادة النشاط إلى المفاوضات، بل لم تشهد جلسات الاجتماع سوى إسهامات متعددة ومتنوعة، بحسب وصف رئيس المؤتمر وزير تجارة تشيلي اندرياس فيلاسكو في المؤتمر الصحافي الختامي للقمة. وسيظهر تقويم نتائج القمة والخطوات المقبلة المحتملة، على الأرجح في الربع الأول من العام المقبل، بعدما بدأت غالبية وزارات الصناعة والتجارة في الغرب الانشغال بحسابات النمو الاقتصادي خلال الربع الأخير من السنة والتفكير في عوامل الربح والخسائر المحتملة. وتؤكد المنظمات غير الحكومية ضرورة وضع منحىً جديد للمفاوضات وتكييفها مع الواقع الاقتصادي العالمي، إذ ليس مفيداً على الإطلاق الاستمرار في تلك المفاوضات على هذا النحو من دون التوصل إلى نتائج، حتى ان عدداً لا بأس به من الوزراء غادروا القمة قبل نهايتها. وتتوجه الأنظار إلى الولاياتالمتحدة أولاً ثم الى الاتحاد الأوروبي ثانياً، ترقباً لمقترحات جديدة، فهما في واقع الأمر من يمكنهما تحريك المفاوضات مستقبلاً. المفوض الأميركي الجديد لمفاوضات جولة الدوحة رون كيرك قال للصحافيين:"اننا مستعدون للجولة النهائية، ولكننا ننتظر أن تقوم الدول الأخرى بفتح أسواقها في صورة أكبر أمام منتجاتنا"، ليرد عليه وزير الخارجية البرازيلي كيلسو أرنورين:"إن الأميركيين لا يقولون بوضوح ما هو المطلوب منا"، منتقداً في الوقت ذاته تحميل الدول النامية دائماً مسؤولية عدم تقدم المفاوضات من دون أن تشير الدول الغنية إلى مسؤولياتها في الأزمة. وذهبت وزيرة التجارة الإندونيسية ماري بانغستو المتحدثة باسم 33 من الدول النامية، إلى مطالبة الولاياتالمتحدة بتحمل مسؤولياتها. لكن نظيرها الصيني شين ديرنينغ ذهب إلى منحى آخر مطالباً ب"تجديد منظمة التجارة العالمية وإصلاحها بأسرها وليس فقط جولة الدوحة". ولعل هذا الرأي يكون صائباً إلى حد ما، فكلتا الكتلتين الأوروبية والأميركية ليست على استعداد لتنفيذ ما اتهمت به سابقاً من رفع الدعم المالي للفلاحين والمزارعين، بعدما بدأوا في التظاهر احتجاجاً على أوضاعهم المعيشية السيئة للغاية، والخسائر الفادحة التي منيت بها مزارعهم. ويؤكد خبراء التجارة العالمية أن تحريك ملفات جولة الدوحة يمكن أن يؤدي إلى مكاسب جيدة، لن تصب بالضرورة في مصلحة الدول الغنية في الشمال، لكنها تساهم بالتأكيد في القضاء على مشكلات عدة في دول الجنوب، وهو في واقع الأمر أحد أهم أهداف جولة الدوحة. نشر في العدد: 17046 ت.م: 05-12-2009 ص: 21 ط: الرياض