أعلنت مصادر حكومية جزائرية أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيزور اسبانيا الشهر المقبل، في مسعى لإعادة الدفء إلى علاقات البلدين التي تشهد جموداً منذ وصول الاشتراكيين إلى الحكم بقيادة رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو. وسيحمل بوتفليقة إلى مدريد وجهة نظر بلاده في شأن مستجدات نزاع الصحراء الغربية، أحد أسباب الخلاف. وأكد مصدر حكومي ل"الحياة"أمس تقارير تحدثت عن زيارة وشيكة لبوتفليقة لمدريد بدعوة من الملك خوان كارلوس، مشيراً إلى أن الزيارة المقررة الشهر المقبل ستستمر ثلاثة أيام وتخصص لملفين، سياسي واقتصادي. وتأمل الجزائر بأن يعيد لقاء القمة المرتقب بين بوتفليقة وثاباتيرو الدفء إلى العلاقات، بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على آخر قمة رسمية بين البلدين في نهاية العام 2006. وذكرت المصادر أن الرئيس الجزائري يسعى إلى إعادة ترتيب العلاقات"على أساس ما خلفته قضية الناشطة الصحراوية أمينة حيدر"التي عادت إلى العيون كبرى مدن الصحراء الغربية بعدما طردتها السلطات المغربية إلى إسبانيا الشهر الماضي. واتهمت الرباطالجزائر وجبهة"بوليساريو"بالوقوف وراء هذه القضية، ما نفاه الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبدالعزيز بلخادم الذي أشاد ب"نضال الناشطة التي أسمعت صوتها للجميع". وكادت أزمة حيدر التي أضربت عن الطعام شهراً في أحد مطارات جزر الكناري الإسبانية، تلحق ضرراً بالغاً بعلاقات الرباط مع مدريد التي تتهمها جبهة"بوليساريو"بدعم الموقف المغربي في نزاع الصحراء. ولم تستقر العلاقات الجزائرية - الإسبانية على وصف محدد منذ سنوات، لكنها تتحسن برأي مراقبين جزائريين. ووقع البلدان اتفاقات أمنية واقتصادية شاملة وأخرى لتنقل الأشخاص ومحاربة الهجرة السرية، كما انتهى قبل أسابيع الخلاف بين الحكومتين على خلفية النزاع القضائي الذي خاضته شركة النفط الجزائرية"سوناطراك"في شأن سعر الغاز في السوق الأوروبية. ويتصدر ملف الطاقة جدول محادثات بوتفليقة وثاباتيرو نظراً إلى أهمية القطاع، باعتبار أن الجزائر تعد ثالث مورد للغاز إلى أوروبا. وستتناول المحادثات ملفات عدة، أهمها التعاون الأمني المشترك في إطار"مكافحة الإرهاب"، وسبل التعاون بين البلدين للتصدي لاستفحال ظاهرة خطف الأجانب التي ينتهجها"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"وتصعيده العمل المسلح في منطقة الساحل الصحراوي، حيث يحتجز حالياً ثلاثة اسبان، إضافة إلى ملف الصحراء الغربية. ويعول على الزيارة أساساً"لتنشيط التعاون المتعثر"، بحسب مسؤول حكومي، خصوصاً مع وجود"ملفات متشابكة ومعقدة يرغب الطرفان في إيجاد حلول لها"، مثل سعي مدريد إلى الحصول على"معاملة تفضيلية"في ما يخص عقود المحروقات في الجزائر.