أبقع، خصي الثعلب، خصي الكلب، قاتل اخيه، هذه أسماء اخرى للسحلب. والسحلب نبات معمر طوله 60 سنتم، له اوراق ضيقة غالباً ما تكون ملطخة بنقاط سود، وتعطي الساق أزهاراً بنفسجية اللون تعتبر الأجمل والأقدم بين الزهور، ولنبات السحلب ساق ينبت عليها زوج من الدرنات الأرضية واحدة أكبر من الأخرى، ويكون لون الدرنات أسمر من الخارج وأبيض من الداخل. وأول تاريخ مكتوب عن زهرة السحلب جاء في الكتابات الصينية عام 700 ق. م، وقد أطلق عليها الفيلسوف كونفوشيوس لقب زهرة عطر الملوك. وظن الشعب الصيني لفترة طويلة أن رؤية الزهرة في المنام تعبر عن الحاجة للحفاظ على الحب والرومانسية. وفي القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ظهر نوع من الهوس بالسحلب في البلدان الغربية، فانتشرت هواية جمعه، وتم تأليف فرق خاصة استكشافية مهمتها إحضار نبات السحلب من مختلف بقاع العالم. اسم السحلب لا وجود له في المعاجم القديمة ولا في كتب المفردات الطبية، ويقال أنه ربما كان محرفاً من"خصي الثعلب"، ومنها أخذت الكلمة الفرنسية"أوركي"التي تعني الخصية نسبة الى وجود الدرنات الصغيرة المتقاربة في هذا النبات التي تشبه في شكلها الخصيتين. وهناك من يقول أن كلمة سحلب مشتقة من"الاستحلاب"، اذ يستعمل مغليه مع السكر والعسل والحليب فيعطي شراباً لطيفاً يستعمل عادة في فصل البرد. أما الاسم"قاتل أخيه"للسحلب، فيقال أنه يعود الى أن احدى الدرنتين العالقتين في جذر النبات تنمو وتكبر على حساب الأخرى، فتصبح الأولى كبيرة والثانية نحيلة ضامرة. ينمو السحلب في شكل بري في ايران، واليونان، والمغرب، وسورية، وافغانستان، وقبرص، والأناضول، وتركيا، وبعض مناطق المملكة العربية السعودية خصوصاً في مدينة مكةالمكرمة. ويعتبر السحلب الإيراني الأفخر في الأسواق العالمية. والجزء المستعمل من نبات السحلب هو الدرنات التي تنظف ومن ثم تحزم بخيط وتوضع في الماء المغلي لبضع دقائق من أجل قتل الجنين، ومن بعده يتم تجفيفها في الهواء وهي ما زالت معلقة بالخيط، والهدف من كل هذا هو التخلص من الطعم المر والرائحة غير المستساغة للدرنات. وتتألف الدرنات من حوالى 45 في المئة من مادة غروية، و 30 في المئة من مواد نشوية، و 13 في المئة دكسترين، اضافة الى مواد بروتينية وزيت طيار وأملاح معدنية وسكاكر خماسية والسكروز ومواد أخرى. يستعمل شراب السحلب كمضاد للإسهال لاحتوائه على مركبات غروية ونشوية، كما يستعمل لوقف النزف من المعدة والأمعاء والرحم، ويعطى للمصابين بالدوزنتاريا والبواسير والسل والنزلات المعوية. ويوصف السحلب في بعض حالات التسمم، ويدخل في تركيب بعض المستحضرات الطبية الخاصة بالأطفال. يبقى أمران: الأول، ان السحلب يعتبر مادة غذائية تعج بالسعرات الحرارية، لهذا يفضل استعماله في فصل البرد لتزويد الجسم بالطاقة، وطبعاً لا ينصح به للبدناء ولا للذين يخضعون للأنظمة المخسسة للوزن. والثاني، أن هناك كثيرين يعتقدون بأن المشروب السميك الأبيض الذي يستحضر من السحلب هو منشط جنسي، غير أن الابحاث عليه لم تجد شيئاً من هذا القبيل. نشر في العدد: 17059 ت.م: 18-12-2009 ص: 17 ط: الرياض