حددت مسودة اتفاق أوّلي حول التغيير المناخي سقفاً لمتوسط ارتفاع حرارة الأرض بين 1.5 ودرجتين مئويتين، من دون بت أحد الرقمين. ونصّت مسودّة الوثيقة التي حصلت وكالة"رويترز"على نسخة منها، والمؤلفة في سبع صفحات حملت تاريخ أمس، ويعتقد أنها ستشكل قاعدة للمفاوضات، على أن"يتعاون الأطراف لتجنب تغيير مناخي خطير". وأقرّت بضرورة"ألا تتخطى زيادة متوسط درجة حرارة الأرض قياساً إلى مستويات ما قبل الحقبة الصناعية درجتين مئويتين و1.5 درجة". وكانت مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى والاقتصادات الكبرى في العالم، اتفقت في تموز يوليو الماضي في لاكويلا في إيطاليا، على تحديد الاحتباس بدرجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية. غير ان مئة دولة نامية تضغط بمبادرة من دول الجزر الصغيرة المهددة مباشرة بفعل ارتفاع مستوى المحيطات في حال ذوبان الجليد في شكل كبير، لتحديد السقف ب 1.5 درجة مئوية، ما يفترض خفض انبعاثات غازات الدفيئة في العالم بنسبة 85 في المئة بحلول عام 2050 مقارنة بعام 1990. وأشار نص المسودة الذي اقترحه رئيس إحدى جلستي محادثات المناخ مايكل زاميت كوتاجار، التي تجريها الأممالمتحدة في كوبنهاغن، إلى أن على العالم"خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بمقدار النصف على الأقل بحلول عام 2050". وحضّ الدول المتقدمة على أن"تتصدر الجهود لتحقيق معدلات خفض كبيرة بحلول عامي 2020 و2050". وطرح النص معدلات للخفض تتراوح بين 50 و85 أو 95 في المئة بحلول 2050 ، وهي الاقتراحات التي سيقرر قادة العالم في شأنها الأسبوع المقبل في ختام القمة في 18 من الجاري. وأوضح مسوؤل شؤون المناخ في الأممالمتحدة يفو دي بوير، أن المحادثات الجارية برعاية المنظمة الدولية في شأن المناخ"تحرز تقدماً في موضوع تقاسم التكنولوجيات الصديقة للبيئة". لكن رأى أن"على الدول الغنية عرض خفوضات أكبر في انبعاثات الكربون بحلول عام 2020 للمساعدة على التوصل إلى اتفاق". وأكد بوير في تصريح إلى وكالة"رويترز"، على هامش القمة، وجود"إدراك عام بالحاجة إلى آلية للتكنولوجيا"كجزء من معاهدة للأمم المتحدة في شأن المناخ. واعتبر أن آلية للأمم المتحدة للتكنولوجيا النظيفة"تساعد الدول الغنية على تقاسم التكنولوجيا الخاصة بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح والانبعاثات المخفوضة من السيارات مع نظيراتها النامية". وأعلن أن"تقدماً جيداً"يتحقق في شأن التكنولوجيا. ولفت بوير إلى ضرورة أن"تزيد الدول المتقدمة الخفوضات المقررة في الانبعاثات للوصول إلى نطاق يتراوح بين 25 و40 في المئة أقل من مستويات عام 1990 ، التي حددتها لجنة للأمم المتحدة وتضم علماء في المناخ لتجنب أسوأ آثار الاحتباس الحراري. وكشف أن"العروض حتى الآن من الدول الغنية تتراوح بين 14 و 18 في المئة أقل من مستويات 1990". وتشمل العروض هدفاً أميركياً لخفض نسبته 17 في المئة عن مستويات 2005 ، أي ما يعادل خفضاً نسبته 3 في المئة عن مستويات عام 1990، وخفضاً نسبته 20 في المئة عن مستويات عام 1990 من جانب الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يرتفع إلى 30 في المئة في حال فعل آخرون. نشر في العدد: 17053 ت.م: 12-12-2009 ص: 28 ط: الرياض