سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دفع كروبي أرضاً ومتظاهرون يعتبرون السفارة الروسية "وكراً للجواسيس" وواشنطن تأمل بعدم "اتساع العنف" . طهران: الإصلاحيون مجدداً في الشوارع يتحدون النظام في ذكرى احتلال سفارة أميركا
بدا المشهد صارخاً في ايران امس: مؤيدون للنظام يهتفون"الموت لأميركا"أمام السفارة الأميركية السابقة في طهران. وعلى بعد مئات الأمتار، ناشطون اصلاحيون ينددون بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مرددين هتاف"الموت للديكتاتور"، على هامش المسيرات الرسمية التي أحيت الذكرى الثلاثين لاحتلال سفارة الولاياتالمتحدة واحتجاز 52 ديبلوماسياً فيها رهائن لفترة 444 يوماً. لم تجمع تظاهرات الإصلاحيين امس، التي تحدّت حظراً رسمياً وتهديدات ب"رد صارم"وجهها"الحرس الثوري"وقادة النظام، أعداداً غفيرة كما حصل خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران يونيو الماضي، لكن الآلاف الذين نزلوا الى الشوارع، حاولوا إثبات وجود التيار الإصلاحي في الساحة السياسية، وممارستهم العمل السياسي لإصلاح بنية النظام سلماً. وتظاهرة المعارضة هي الأولى منذ 18 أيلول سبتمبر الماضي، حين استغلت مسيرات"يوم القدس العالمي"للنزول الى الشارع، على رغم حظر فرضته السلطات. راجع ص 7 وفي ما يمكن اعتباره سابقة منذ الثورة الإسلامية عام 1979، استهدف المتظاهرون السفارة الروسية في طهران، والتي كانت مواقع للإصلاحيين على الإنترنت دعت أنصارهم الى التجمع امامها، احتجاجاً كما يبدو على مسارعة موسكو الى الاعتراف بفوز نجاد. وهتف المتظاهرون:"الموت لروسيا"، و"السفارة الروسية وكر للجواسيس"، على غرار التسمية التي يطلقها النظام على السفارة الأميركية السابقة. وكان لافتاً ان الولاياتالمتحدة سارعت الى الإعراب عن أملها بألا يتسع العنف في ايران. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس:"نأمل بألا تنتشر اعمال العنف، ونتابع الوضع عن كثب". جاء ذلك بعدما اصدر الرئيس الأميركي باراك اوباما بياناً لمناسبة ذكرى احتلال السفارة، حض فيه ايران على"الاختيار"بين البقاء في الماضي او فتح الباب"امام مزيد من الفرص والازدهار والعدالة"لشعبها، مشيراً الى رغبته في تخطي طهران وواشنطن"مسار الريبة والتشكيك والمواجهة المستمرة"بينهما. وفرّقت الشرطة الإيرانية وعناصر ترتدي ملابس مدنية ومتطوعو"الحرس الثوري"الباسيج، آلافاً من أنصار المعارضة تحدّوا تحذير السلطات وتظاهروا وسط العاصمة. واستخدمت اجهزة الأمن هراوات وقنابل غاز مسيّل للدموع، فيما أفاد موقع"موجكامب"الإصلاحي بأن الشرطة اطلقت النار على متظاهرين في ساحة"هفت تير"، مشيراً الى جرح عدد منهم، الأمر الذي نفته قناة"برس تي في"الرسمية. كما قطعت السلطات خطوط الهاتف الخليوي، والرسائل النصية وخطوط الإنترنت، لإحباط جهود منظمي تظاهرة المعارضة. وتجمع 200 متظاهر امام مبنى وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إرنا في شارع"ولي عصر"وسط طهران، منددين بالإعلام الذي تسيطر عليه الحكومة. ونقلت وكالة"اسوشييتد برس"عن نجل المرشح الإصلاحي الخاسر مهدي كروبي ان الأخير وقع ارضاً بعد تنشقه الغاز المسيل للدموع، وقال شهود ان انصار كروبي ادخلوه سيارته التي هاجمها مؤيدون للنظام خلال ابتعادها، فيما أورد الموقع الإلكتروني لكروبي انه تعرّض للضرب على ايدي انصار النظام. وحمّل محمد تقي كروبي نجل المرشح الإصلاحي، السلطات المسؤولية عن حياة والده"لاستخدامها قنابل الغاز المسيل للدموع ضده"، بعدما منعته من الوصول الى ساحة"هفت تير"حيث تجمع الإصلاحيون. وقال ان اثنين من مرافقي كروبي جُرحا، اضافة الى عدد من المواطنين، مضيفاً ان أحد مرافقي والده أدخل المستشفى بعد تنشقه الغاز. وأشارت مواقع اصلاحية الى تظاهرات في مدن أخرى، بينها شيراز وأصفهان ورشت. وتجمع آلاف من مؤيدي النظام امام مبنى السفارة الأميركية سابقاً، وهتفوا:"الموت لأميركا"و"الموت لإسرائيل"و"بالروح بالدم نفديك يا مرشدنا"، في اشارة الى المرشد علي خامنئي. وقال النائب المحافظ غلام علي حداد عادل للمتجمعين:"لا أعرف كيف سيرد قادة المعارضة على الأمة الإيرانية العظيمة. يزعمون انهم اتباع الثورة، لكنهم يصدرون تصريحات في مصلحة اعداء ايران". وأصدر المشاركون في مسيرات الموالين للنظام بياناً اعتبر يوم أمس"رمزاً لصرخة الشعب الإيراني وكراهيته الشاملة لسياسات أميركا الاستكبارية والسلطوية". كما دان"جرائم الاحتلال في فلسطين والعراق وأفغانستان والمؤامرات المشؤومة التي تحاك ضد لبنان وحزب الله الصامد". وعشية الذكرى، اعتبر رجل الدين الإيراني المنشق حسين علي منتظري ان احتلال السفارة الأميركية كان"عملاً غير صائب". وقال إن"بعض من قادوا هذا العمل أقروا بأنه كان خطأً". نشر في العدد: 17016 ت.م: 05-11-2009 ص: الأولى ط: الرياض