أطلق الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية سعد الحريري سلسلة مشاورات ولقاءات امس، تأسيساً على الأجواء الإيجابية المفترضة لنتائج القمة السعودية ? السورية التي عُقدت في دمشق الأسبوع الماضي، من اجل تسريع الخطى لإزالة العقبات من امام تشكيل الحكومة، استهلها بلقاء طويل مع زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون الى مائدة الغداء في منزل الأخير، وواصلها ليلاً بلقاء قيادة"حزب الله"قبل ان يجتمع مع النائب بطرس حرب مساء، على ان يتابعها خلال الساعات المقبلة. راجع ص 6 و7 وحافظ كل من الحريري وعون على التكتم في الحديث عن تفاصيل ما جرى تداوله في اللقاء الذي امتد 3 ساعات، واكتفى عون بالتأكيد ان"هناك تقدماً وتوافقاً ولكن على الرئيس المكلف ان يراجع الأطراف الآخرين". وقال:"لا نريد تحديد فترة لتأليف الحكومة التي يمكن ان تكون قريبة". وفيما تتركز المرحلة الجديدة من اتصالات تأليف الحكومة على التوافق في شأن توزيع الحقائب وتحديد اسماء الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة، قالت مصادر في المعارضة، بعد لقاء الحريري مع عون ان ليس هناك امور مستعصية، لكن انجاز الحكومة يتطلب المزيد من المشاورات بين الرئيس المكلف والقوى السياسية الفاعلة. ويتصرف الوسط السياسي اللبناني على اساس ان إمكان التوصل الى حل لعقدة توزير الوزير جبران باسيل، ممكن، وأن البحث يدور على معالجة مسألة حقيبة الاتصالات التي كان يتولاها والتي أشارت المصادر المواكبة لاتصالات التأليف الى ان الحريري ضد إسنادها الى المعارضة، وأن الخيارات المطروحة في هذا الشأن محصورة بين إسنادها للأكثرية أو إسنادها لأحد الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية ميشال سليمان في صيغة 15 وزيراً للأكثرية و10 للمعارضة و5 للرئيس. كما ان توزيع الحقائب يفترض تقديم عرض لعون بتولي واحد من وزرائه المسيحيين الخمسة، من ضمن حصة المعارضة، حقيبة توازي في أهميتها حقيبة الاتصالات. وينتظر ان يعقد لقاء آخر بين الحريري وعون في اليومين المقبلين. وأجمع رموز الأكثرية والمعارضة في تصريحاتهم امس على اعتماد اللغة الإيجابية حيال إمكان حلحلة العقد من امام تأليف الحكومة وعلى أن الأسبوع الحالي هو الأسبوع الحاسم بالنسبة إلى إنجازها. وأكدت مصادر اطلعت على لقاء عون والحريري ان التقدم الذي حصل امس يتعلق تحديداً بالتوافق على الحقائب. وعلمت"الحياة"ان البحث الذي جرى بين الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله ورئيس"الحزب التقدمي الاشتراكي"وليد جنبلاط في شأن"تذليل العقبات من أمام تأليف الحكومة في أسرع وقت"، خلال لقائهما الجمعة الماضي، كما جاء في البيان الذي صدر عن الحزب، جاء بعد نقاش دعا فيه جنبلاط الى ضرورة مساعدة الحريري على حلحلة العقد. وقالت مصادر مطلعة ان"حزب الله"يبدي استعداداً لتسهيل مهمة الحريري لكن من دون التخلي عن العماد عون كحليف رئيسي. وأوضحت المصادر ان جنبلاط ابلغ نصر الله ان الحريري قدّم تنازلات وسعى الى تمثيل المعارضة بحقائب مهمة وتصرف بمرونة يفترض مقابلتها بمثلها. وذكرت المصادر ان نصر الله أبدى استعداداً لتسهيل مهمة الرئيس المكلف وأن جنبلاط أبلغه في المقابل انه مع مغادرته قوى 14 آذار فإنه ليس في وارد التخلي عن تحالفه مع الحريري. وجرت اتصالات مساء امس بين مقربين من العماد عون وبين أطراف في المعارضة لا سيما"حزب الله"وحركة"امل"، نقلوا إليهم أجواء ايجابية عن محادثات زعيم"التيار الوطني"مع الرئيس المكلف. وفيما كان عون أمل"خيراً في الأيام المقبلة"، قالت مصادر نيابية ل"الحياة"ان مصير الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري الثلثاء المقبل في 20 الجاري لانتخاب اللجان النيابية ورؤسائها يتوقف على تشكيل الحكومة الجديدة بحيث تعطى الأولوية على عقد الجلسة. وأوضحت المصادر انه يُؤمل ان تتشكل الحكومة قبل هذا التاريخ، لكي يتم توزيع اللجان ورؤسائها بعد معرفة أي من النواب سيعين وزيراً، والأكثرية قد تتجه الى تطيير نصاب الجلسة إذا لم تتشكل الحكومة. ونقلت المصادر عن جنبلاط تأييده ضرورة تشكيل الحكومة قبل عقد جلسة نيابية، وبالتالي يفضل عدم عقدها اذا لم تتشكل الحكومة على رغم ان من حق بري الدعوة الى الجلسة لكن لا يجوز ان يبدأ البرلمان عمله في ظل غياب حكومة طال انتظارها. نشر في العدد: 16993 ت.م: 2009-10-13 ص: 12 ط: الرياض