على رغم دراسة هبة جمال مهنة تصميم الأزياء، إلا أن العمل الإعلامي استحوذ على اهتمامها، فتألقت في برنامج"كلام نواعم"على قناة"إم بي سي"، وقدمت نموذجاً محترفاً للمذيعة السعودية. عن تجربتها في"كلام نواعم"، تقول:"برنامج"كلام نواعم"من أكثر البرامج التلفزيونية جماهيرية، إذ يناقش قضايا الأسرة العربية، وهو مميز في أسلوب طرحه، ويحترم الجمهور، من هنا أوجّه تقديري لكل القائمين عليه لأن ما يقومون به يعد مجهوداً جباراً". وتقيّم جمال حضورها مع"النواعم"منذ ما يقارب نصف سنة على انضمامها الى"ام بي سي"، وتقول:"كنت خائفة في البداية من الانضمام الى صفوف"النواعم"كونهن يمتلكن خبرة لا امتلكها، لكن احتضانهن لي خفف هذا الشعور الى ان زال تماماً. ولا انكر انني كثيرا ما أنتقد نفسي، وفي أوقات كثيرة أقسو عليها، فأنا مازلت في بداية الطريق في مجال الإعلام، من هنا أسعى دائماً لأن أحسن أدائي، وأحاول تثقيف نفسي باستمرار، فطموحي كبير، وهدفي تقديم برنامج أسبوعي يستضيف أهم الشخصيات في العالم على قناة"ام بي سي"، لتكون لي بصمتي الخاصة في عالم الإعلام". وعما أضافت إليها تجربة"إم بي سي"، تقول:"أتوقع أن تضيف لي الكثير على المستوى الشخصي، فالأكيد ان ثقافتي ومعرفة الناس بي ستزيدان، أما على الصعيد المهني فستعطيني خبرة إعلامية عميقة، وهناك التحدي الداخلي لتقديم الأفضل، ما يشعرني برغبة قوية حتى أكون اقرب من مجتمعي السعودي، وأسلط الضوء على كل ما يطرأ عليه وأركز على الجوانب الإيجابية أيضاً. فما يهمني هو أن أعكس شخصيتي في البرنامج بالصدق والالتزام بقضايا المجتمع السعودي على رغم صعوبة ذلك، كوني لا أزال في البدايات". وتضيف:"الفتاة السعودية مبدعة، والواقع يوضح ذلك على كل المستويات، من هنا مسؤوليتي كبيرة، إذ أشعر أنني امثل بلدي أينما وجدت. على صعيد آخر، لم تأت ثقافتي من عملي كمذيعة، فأنا أحب القراءة والمتابعة لكل جديد، واعمل دائماً على درس الشخصيات التي نستضيفها في البرنامج، ما أثرى رصيدي الشخصي". وتشير جمال الى اختلاف شعورها امام الكاميرا قبل مشاركتها في"كلام نواعم"وبعده، وتقول:"قبل البرنامج سبق لي الظهور على أكثر من قناة في لقاءات مباشرة ومسجلة كمصممة أزياء، ولم أشعر بأي رهبة اطلاقاً، إذ كنت أنسى أنني أتعامل مع الكاميرا، ولكن عندما بدأت العمل كمذيعة في"كلام نواعم"شعرت ببعض الرهبة والقلق كوني أقدم صورة عن الفتاة السعودية، من هنا أحرص على الصراحة والصدق والدقة". ويبقى السؤال: اين تجد هبة جمال نفسها اكثر: مصممة أزياء ام مذيعة؟ تجيب:"في هذين المجالين تظهر هبة جمال، لذا اسعى للتوفيق بينهما. فهبة"المصممة"تهوى الألوان والتصميمات، وتركز على إبراز جمال المرأة وإخفاء عيوبها، ما يظهر خيالي ولمساتي في الأزياء وحبي للتجدد. أما هبة"المذيعة"فتظهر طريقتي في التعامل مع القضايا وثقافتي. واعتقد أنهما يؤثران إيجاباً على بعضهما، فعملي في البرنامج يفرض عليّ السفر كل شهرين ليومين أو ثلاثة فقط لتصوير مجموعة من الحلقات، ما لا يتطلب غيابي عن مركز أزيائي الخاص الذي اشرف على كل تفاصيله مع والدتي المصممة رونا، علماً ان البرنامج يمنحني الحافز للتقدم أكثر في مجال الأزياء، والعكس صحيح، فالمهم تنظيم الوقت والمتابعة المستمرة لكل جديد". وعما إذا كانت لديها تجارب إعلامية قبل"ام بي سي"، تقول:"لم تكن لي تجارب، ولكن عندما كنت في المرحلة الدراسية شاركت في الإذاعة المدرسية وقدمت فقرات صباحية لاقت ردود فعل جيدة أدت الى تعييني من إدارة المدرسة مسؤولة الإذاعة. وبعدما استضافتني الشاشات التلفزيونية كمصممة أزياء، عرضت عليّ غالبية القنوات التي ظهرت فيها، مثل"روتانا خليجية"و"راديو وتلفزيون العرب"و"القناة السعودية"و"الإذاعة السعودية"، ان انضم الى صفوفها لأقدم برامج اجتماعية او برامج تعنى بالمرأة والموضة، لكنني رفضت كل هذه العروض لانشغالي في تصميم الأزياء ودراستي الجامعية وصغر سني، وفضلت عدم التسرع في اتخاذ القرار، لأن هدفي ليس الظهور على الشاشة بمقدار ما هو الاستمرار والتميز في ما أقدم. ويمكن القول أن تصميم الأزياء قادني الى العمل التلفزيوني، فبعد استضافتي في برنامج"كلام نواعم"عرضت علي إدارة"أم بي سي"رسمياً أن اعمل في البرنامج، فطلبت مهلة لأستشير أهلي والتفكير جيداً، ووافقت بعد أشهر عندما شعرت أنني مُهيئة لكي أنضم إليهم". وعن مثالها في عالم الإعلام، تقول:"لاري كينج وأوبرا وينفري، ولكن المشوار لا يزال طويلاً ويحتاج مني صبراً وجهداً". نشر في العدد: 16716 ت.م: 09-01-2009 ص: 23 ط: الرياض