صدر حديثاً عن المنظمة العربية للترجمة كتاب"مقالة العبودية الطوعية"تأليف المفكر الفرنسي إيتيان دو لا بويسي، ترجمة عبود كاسوحة، ومراجعة جوزيف شريم. ترتبط شهرة إيتيان دو لا بويسي بموضوعٍ صاغه"أيام كان يافعاً"، يمجّد فيه الحرية ضد الطغاة. وفي خضم الاستعداد للمعركة التي هزت الربع الأخير من القرن السادس عشر، أُعيد إطلاق تسمية جديدة على تلك الأهجية، هي"ضد الفرد"نتيجة الرغبة القوية لدى الناشرين. وكلما قامت اضطرابات في تاريخ فرنسا، ولا سيما حين كانت الأمة تقف في وجه التسلّط الملكي، كانت المقالة تستخدم بصفتها دعوة الى التمرّد. إن مقاومة البؤس والقهر، لا تمر، بحسب ما يرى لا بويسي عبر العنف والقتل، لأن عبودية الشعوب عبودية طوعية، فهم الذين"يذبحون أنفسهم بأنفسهم"، وهم الذين بخضوعهم للنير يشوّهون الطبيعة البشرية، المفطورة أصلاً على الانعتاق والحرية. يتخلّص الناس من العبودية الرهيبة، باستعادتهم حقيقتهم الأولية،"لطبيعتهم الحرة"، فيناط بهذه الاستعادة التحوّل الكبير في الحياة السياسية التي ستجعل من الإنسان، الفاعل الأوحد في العالم السياسي، وذلك ضمن إطار تعاقدي حر. يتولى تسويق الكتاب وتوزيعه"مركز دراسات الوحدة العربية". نشر في العدد: 16737 ت.م: 2009-01-30 ص: 28 ط: الرياض