دعا المبعوث الروسي إلى السودان ميخائيل ميرغلوف، أمس، الحكومة السودانية وفصائل التمرد في دارفور إلى مؤتمر في موسكو في أيلول سبتمبر المقبل لتعزيز عملية السلام في الإقليم، في وقت خيّم التوتر مجدداً على العلاقات بين الخرطوم ونجامينا بعد شهرين من إنهاء القطيعة الديبلوماسية بينهما، إذ اتهم وزير الدولة للإعلام السوداني كمال عبيد الحكومة التشادية بدعم متمردي"حركة العدل والمساواة"بزعامة خليل ابراهيم في دارفور، وارسال قوات الحرس الرئاسي لانقاذ قوات المتمردين المحاصرة في جنوب الإقليم. كما اتهم مسؤول رئاسي في الخرطومقطر بالتآمر على فصائل في دارفور. وأنهى ميخائيل ميرغلوف زيارة للسودان استمرت اسبوعاً حملته إلى جنوب السودان ودارفور، وأجرى أمس محادثات مع الرئيس عمر البشير ركّزت على تسريع تسوية أزمة دارفور، وإمكان تعطيل تحركات المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف الرئيس السوداني بتهمة ارتكاب جرائم حرب وابادة في دارفور، إضافة إلى منح موسكو تسهيلات للاستثمار في البلاد خصوصاً في الصناعات والنفط. وقال المبعوث الروسي في مؤتمر صحافي إن بلاده ستدعو أطراف النزاع في دارفور إلى موسكو في أيلول المقبل لدعم عملية السلام في الإقليم، موضحاً أن ما شاهده في دارفور يختلف عما تعكسه وسائل إعلام أجنبية. الى ذلك، قال وزير الدولة للإعلام السوداني كمال عبيد في مؤتمر صحافي إن قوات تشادية تتبع الى قوات الحرس الجمهوري عبرت الحدود إلى دارفور تحمل امدادات ومساعدات لإنهاء الحصار المضروب من جانب الجيش السوداني على"حركة العدل والمساواة"في شمال وشرق الفاشر، كبرى مدن الإقليم، بعد اغلاق منافذ المدينة أمامها، إلى جانب محاصرة بلدة مهاجرية في ولاية جنوب دارفور التي استولى عليها المتمردون قبل نحو اسبوعين. واتهم عبيد تشاد بتوفير الحماية ومنح"حركة العدل والمساواة"تسهيلات للمرور من مناطق أم جرس داخل الحدود التشادية إلى بلدة مهاجرية، وقال إن قوات المتمردين تحركت في السابع من كانون الثاني يناير الجاري من منطقة أم جرس في داخل الأراضي التشادية وكانت تتمتع بحماية القوات التشادية الحكومية. وقال مسؤول أمني رفيع للصحافيين إن السلطات السودانية ترصد تحركات للجيش التشادي على الحدود لدعم"حركة العدل والمساواة"، مؤكداً أن زعيم الحركة خليل ابراهيم يوجد حالياً في نجامينا برفقة مجموعة من كبار مساعديه، يتحركون بكامل حريتهم ويجرون مقابلات مع بعض مسؤولي السفارات الأجنبية في العاصمة التشادية. لكن وزير الاتصالات التشادي محمد حسيني قال في بيان إن حكومة تشاد تنفي بوضوح أي تورط في الاشتباكات الداخلية في السودان وتعرب عن صدمتها من الربط الذي تحاول الخرطوم اقامته بين تشاد وهذه الاحداث. كذلك قال خليل ابراهيم زعيم"حركة العدل والمساواة"ل"رويترز"إن قواته لا تتلقى أي دعم من تشاد. وفي الشأن ذاته، قال مساعد الرئيس زعيم"حركة تحرير السودان"مني أركو مناوي إن مقاتلي خليل إبراهيم خدعوا قواته في مهاجرية واستولوا عليها بعدما سمحت لهم بالعبور إلى المنطقة ووعدوا بمغادرتها في اليوم التالي، واعتبر ذلك"عملية رخيصة". وكشف أن قوة"حركة العدل والمساواة"التي استولت على البلدة تحركت من داخل الأراضي التشادية وكان يقودها ضابط تشادي إدّعى أن اسمه ع. شلوى. واتهم مناوي في حديث غاضب أمس القوة الاممية الافريقية المشتركة في دارفور"يوناميد"بالتواطؤ مع قوات خليل إبراهيم، موضحاً أن القوة التي كانت في مهاجرية اختبأت في الخنادق عندما اجتاحتها قوات خليل بنحو 130 سيارة في منتصف الشهر الجاري. كما اتهم قطر التي تقود مبادرة عربية لإنهاء الأزمة، لافتاً إلى أن المعلومات المتوافرة لديه تكشف أن"حركة العدل والمساواة"طلبت من القطريين امهاله حتى يوحّد فصائل دارفور بالقوة. وتابع:"ما جرى في مهاجرية درس قاس، وعلمنا منه أن المؤامرة تُحاك في الدوحة. وإذا كانت قطر تريد خليل ابراهيم فقط، فإننا سنبتعد عن مبادرتها ولن نشارك فيها"، مشيراً إلى أن خليل أبلغ المبعوث المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي إلى دارفور جبريل باسولي بذلك أيضاً خلال لقاء جمعهما في منطقة أم جرس التشادية حيث منحه الأخير، كما زعم مناوي، ضوءاً أخضر لتنفيذ مخططه. نشر في العدد: 16737 ت.م: 30-01-2009 ص: 13 ط: الرياض