رفض السفير الايراني لدى بغداد حسن كاظمي قمّي الاتهامات التي يوجهها الاميركيون الى بلاده بأنها تتدخل في الشؤون العراقية عبر انتخابات مجالس المحافظات معتبراً ان هذا الأمر يشكل"اهانة للعراقيين"، مضيفاً ان بلاده ترحب بقرار الرئيس باراك اوباما بسحب القوات من العراق. واضاف قمّي:"كلما يمرّ العراقيون بمرحلة حساسة في تاريخهم، يخرج الاميركيون بادعاءات ومزاعم"ضد ايران. وتابع"انها الانتخابات مرة اخرى، ويريد الاميركيون خلق اجواء نفسية مشحونة كي يجد المرشحون الذين يستطيعون خدمة العراقيين انفسهم في ظروف صعبة". واعتبر"ادعاءات الأميركيين اكبر اهانة للشعب العراقي وممثليه، وللديموقراطية التي تدعيها الولاياتالمتحدة"، لكن السفير الايراني يتوقع ان تسير الأمور"عكس ما تسعى إليه الولاياتالمتحدة، وسيصوت العراقيون للقوائم التي استهدفت من قبل من يتلقون الدعم الاميركي". واشار تقرير فصلي حول العراق أعده البنتاغون في 14 الشهر الحالي، الى ان ايران ستسعى الى ممارسة نفوذ واسع في العراق من خلال دعم مجموعات مسلحة تعمل على زعزعة استقرار هذا البلد، وانها"لا تزال تمثل تهديدا قويا للاستقرار والاستقلال السياسي للعراق وسيادة اراضيه على المدى الطويل". ولفت السفير الى ان"هذه المزاعم ليست جديدة ولن تكون الاخيرة". وقال:"منذ بدء الادعاءات الاميركية، قلنا لهم ان يقدموا الأدلة، ليس لنا انما للحكومة العراقية والرأي العام والإعلام. انهم يكررون مزاعمهم مئات المرات لكن من دون اي أدلة". من جهة اخرى، قال السفير إن بلاده ترحب بقرار الرئيس اوباما سحب القوات من العراق. وقال:"إننا بالتأكيد نرحب بانسحاب القوات الاميركية من العراق، هذا ما قاله شعب العراق وما تريده حكومته". وكان اوباما أوعز منذ توليه منصبه الثلثاء الى كبار القادة العسكريين اعداد استراتيجية"مسؤولة"للانسحاب من العراق. وخلال حملته الانتخابية، وعد اوباما بسحب القوات الاميركية من العراق في غضون 16 شهرا بعد توليه منصبه، لكنه قال ايضا إنه سيستمع الى جنرالاته. لكن المسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية تحفظوا عن تأييد 16 شهراً كموعد نهائي لسحب القوات، قائلين إنهم سيقدمون لأوباما مجموعة كاملة من الخيارات. واضاف كاظمي قمّي ان"الأمر يرجع الى الشعب العراقي ليقول ما اذا كان يريد القوات الاميركية على اراضيه". وتابع:"على العراقيين ان يقرروا ما يفعله الاميركيون في بلادهم، وسيقولونها من خلال الاستفتاء على الاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة"المتوقع اجراؤه الصيف المقبل. وقال قمّي من دون تفاصيل:"بالنسبة لنا فإن الولاياتالمتحدة لا تزال على الحدود الايرانيةالعراقية، لكن مسؤولية الحدود تدخل ضمن نطاق سيادة كل دولة. يجب اعادتها الى العراقيين بشكل كامل لكن هذا لم يحدث حتى الآن". وتتهم طهران كلاً من واشنطن ولندن بتدريب وتمويل جماعات معارضة للجمهورية الاسلامية بغية شن هجمات تستهدف مصالحها في اراضيها. الى ذلك، اكد كاظمي قمّي ردا على سؤال حول استهداف القوات الايرانية عناصر حزب"بجاك"الحياة الحرة الكردي الايراني الانفصالي، ان"طهران من حقها الدفاع عن حدودها". واضاف ان"حماية حدودنا امر حيوي بالنسبة لنا، فأمننا الوطني ومصالحنا تكمن في حماية حدودنا. لذا، فهذا امر طبيعي بالنسبة الى ايران ان تدافع عن نفسها ضد الاعمال الارهابية". واكد انه"من غير المقبول ان نشاهد دورياتنا الحدودية وجنودنا تقتلهم جماعات ارهابية". ويتخذ مئات من عناصر"حزب العمال الكردستاني"التركي الانفصالي ونظيره الايراني بجاك من جبال قنديل في المثلث الحدودي بين العراقوايران وتركيا، ملاذاً لهم.