انقلبت رواندا على حليفها السابق زعيم حركة التمرد الكونغولية من عرق التوتسي لوران نكوندا، واعتقلته على أراضيها اول من امس في عملية مشتركة مع الحكومة الكونغولية. وكان حوالى 4000 جندي رواندي دخلوا الكونغو في 20 من الشهر الجاري، بدعوة من الحكومة الكونغولية، ما شكّل تحولاً مذهلاً في التحالفات بين عدوين سابقين. وأعلن الطرفان ان دخول القوات الرواندية الى الكونغو يستهدف مطاردة الآلاف من المتمردين الروانديين من عرق الهوتو الذين فروا الى الكونغو منذ حملة الإبادة في رواندا في عام 1994. وقال الناطق باسم القوة المشتركة ان القوات الرواندية والكونغولية التقت اول من امس عند معقل نكوندا في بلدة بوناغانا الكونغولية المحاذية لأوغندا. وأضاف الناطق ان نكوندا فر الى الجنوب، وعبر الحدود الى رواندا حيث اعتُقل. وقال الناطق باسم الجيش الرواندي ان نكوندا اعتُقل لان"قوة موالية له"قاومت العملية المشتركة لمطاردة مقاتلي الهوتو، معتبراً ان"كل من يقاوم المسار السلس للعملية المشتركة يشكل عقبة... كان نكوندا عقبة". وأوضح الناطق ان نكوندا استسلم في شكل سلمي، لكنه لم يفصح عما تعتزم الحكومة الرواندية ان تفعل به. وزاد ان"نكوندا كان في رواندا في شكل غير شرعي". وأكد مسؤول في الجيش الرواندي ان نكوندا"معتقل في مكان سري في رواندا". وكان مقاتلو نكوندا شنوا هجوماً في نهاية تشرين الأول اكتوبر الماضي على الجيش الكونغولي في اقليم شمال كيفو، ما تسبب في تشريد اكثر من ربع مليون مدني، في وقت تقدمت قوات نكوندا باتجاه غوما العاصمة الإقليمية. وحمل نكوندا السلاح قبل سنوات ضد الحكومة الكونغولية، بدعم من رواندا حليفته السابقة، متحدثاً عن ضرورة حماية اقلية التوتسي من ميليشيات الهوتو. لكن محللين يقولون ان رواندا وقادة نكوندا شعروا بانزعاج منه، واعتبروه وقحاً واستبدادياً كما اتهموه باختلاس الأموال المخصصة للثوار. وتلقى نكوندا ضربة كبرى في 16 كانون الثاني يناير الماضي، بعدما شكّل الرئيس السابق للأركان في قواته بوسكو نتاغاندا، حركة منشقة. وفي ما اعتُبر تحولاً دراماتيكياً، اعلن نتاغاندا الاسبوع الماضي ان قواته ستعمل مع الجيش الكونغولي لمحاربة ميليشيات الهوتو، وقد تنضم الى الجيش. وقد يكون نتاغاندا تمرد على نكوندا، لأنه خشي ان يُقدِم الاخير على تسليمه الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي التي تطالب بتسلّمه لمحاكمته بتهمة تجنيد اطفال بالقوة في منطقة ايتوري شمال البلاد قبل خمس سنوات. ويُرجّح خبراء ان تكون الحكومة الكونغولية تعهدت بعدم تسليم نتاغاندا الى المحكمة، في مقابل تعاونه معها. نشر في العدد: 16731 ت.م: 24-01-2009 ص: 15 ط: الرياض