تواصلت المعارك لليوم الثاني على التوالي أمس في شرق الكونغو الديموقراطية، بين متمردي الجنرال التوتسي المخلوع لوران نكوندا، المتهم بالحصول على دعم من رواندا المجاورة، وميليشيا"ماي ماي"الموالية للحكومة والتي تضم مجموعات محلية للدفاع الذاتي تتشكل من اثنيات محلية مختلفة. وقال ديدييه بيتاكي، الناطق العسكري باسم ميليشيا"ماي ماي"، ان"المعارك استؤنفت قرب المستشفى العام في مدينة روتشورو"التي تقع على مسافة 75 كيلومتراً شمال غوما، عاصمة ولاية كيفو الشمالية. وأضاف ان متمردي نكوندا اطلقوا المعارك رداً على المواجهات التي اندلعت اول من امس في محاولة لاستعادة مواقع خسروها". في المقابل، تحدث برتران بيسيموا، الناطق باسم"المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب"الذي يتزعمه نكوندا, عن عملية عسكرية تجري في منطقة كيوانجا التي تبعد مسافة خمسة كيلومترات من روتشورو، علماً ان المتمردين وصلوا في 29 تشرين الاول اكتوبر الماضي الى مشارف غوما، واوقفوا بمبادرة آحادية تقدمهم نحوها على مسافة 15 كيلومتراً ، بعدما الحقوا هزيمة كبيرة بالجيش الكونغولي. في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية الكيني موزس ويتنغولا، ان بلاده ستستضيف قمة دولية حول الأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية غداً بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من رؤساء الدول الأفريقية. وقال ويتانغولا"دعي بان لحضور القمة التي ستبحث في المعارك التي تدور حالياً شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية وكيفية وضع حد لها، بعدما أسفرت عن نزوح اكثر من مليون شخص. وننتظر مشاركة رؤساء دول رواندا وكينيا واوغندا وتنزانيا وبوروندي وجنوب أفريقيا فيها". وأكد قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية آلان لو روا ان الأمين العام للمنظمة الدولية سيحضر القمة، معلناً ان قوة حفظ السلام ستتصدى بالقوة لأي محاولة من المتمردين لاقتحام غوما. وقال:"اذا حاولت مجموعات مسلحة اقتحام غوما فإننا سنطلق النار عليها بموجب تعليمات اصدرتها القيادة العسكرية، وتنفيذاً لبنود الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة والتي يعلمها الجميع". واشار لوروا الى وصول تعزيزات عسكرية لمهمة الأممالمتحدة في غوما، والتي يتولاها ألف جندي حالياً, من دون ان يحدد حجمها. وكان روا صرح اول من امس بأن قوة المنظمة الدولية"تحتاج الى تعزيزات لحماية غوما التي تشكل مهمتنا الاساسية واولويتنا, وتشكل نقطة استراتيجية لبقاء قواتنا في ايتوري الاقليم الشمالي الشرقي ومناطق اخرى في الشمال". ورأى ان الاستعانة بقوات من مناطق اخرى فستصبح الأخيرة هشة،"لذا طلبنا قوات تضاف الى 17 ألف جندي ينتشرون في الكونغو حالياً", علماً ان مبعوث الأممالمتحدة في الكونغو الان دوس قدم مطلع تشرين الاول طلباً في هذا الشأن امام مجلس الأمن الذي ناقشه في نهاية الشهر من دون اتخاذ قرار. وتنتشر قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في الكونغو عام 2001.