ألغى البيت الأبيض اجتماعاً كان مقررا أمس، للبت بمصير معتقل غوانتانامو، وذلك بعد تقارير عن نية الإدارة الأميركية إغلاقه. ولم ينف البيت الأبيض أن الفكرة متداولة داخل الإدارة، وأكد أنه ستكون هناك"اجتماعات مستقبلية في هذا الشأن". يأتي ذلك في وقت يواجه الرئيس جورج بوش ضغوطاً خارجية من ألمانياوبريطانيا لإغلاق المعتقل، وأخرى داخلية من الكونغرس والمحكمة العليا الطاعنة بشرعية المعتقل لتحوله رمزاً لممارسات التعذيب و"خزان وقود"لتحريك مشاعر العداء ضد الولاياتالمتحدة، منذ إنشائه العام 2002. وتقرر تأجيل الاجتماع بعدما تسربت معلومات الى وكالة أنباء"أسوشييتد برس"ليل الخميس - الجمعة، ان إدارة الرئيس بوش"تقترب"من اتخاذ قرار بإقفال المعتقل الذي أنشئ بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، ونقل المحتجزين البالغ عددهم حالياً 380 شخصاً الى سجون عسكرية على الأراضي الأميركية. وعلى الأثر، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو أن الاجتماع الذي كان مقرراً لحسم هذه المسألة،"لم يعد على جدول الأعمال"، مشيراً الى ان"المسؤولين في الإدارة بحثوا في هذا الموضوع سابقاً وسيبحثون فيه مستقبلاً". وبحسب الوكالة، تدرس الإدارة اقتراحاً بنقل المحتجزين الى منشآت وزارة الدفاع البنتاغون بينها السجن العسكري المحصن في فورت ليفنورث ولاية كنساس حيث يمكن ان يواجهوا المحاكم العسكرية وليس المدنية. وكان متوقعاً أن يحضر الاجتماع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس المؤيدان لفكرة إيجاد بديل للمعتقل وهو ما عبرت عنه رايس خلال زيارتها الأخيرة لإسبانيا. كما كان سيشارك في الاجتماع وزير العدل البرتو غونزاليس ووزير الأمن الداخلي مايكل شيرتوف ومدير الاستخبارات القومية مايك ماكونيل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال بيتر بايس ونائب الرئيس ديك تشيني. وتأجل الاجتماع الى حين عودة رايس من جولتها الأوروبية التي تبدأها في باريس غداً السبت. ويعتبر تشيني وغونزاليس من أبرز المعارضين لإقفال المعتقل في السابق، وساهما مباشرة في وضع مذكرات تشرع"التعذيب"لاستجواب المعتقلين وتمنع الكونغرس من فرض رقابة على البيت الأبيض لمنع هذه الممارسات. وسمت منظمة العفو الدولية كلاً من وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وغونزاليس ب"مهندسي التعذيب"في غوانتانامو. وطالب زعماء العالم وبينهم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بإقفال المعتقل، فيما أعربت بريطانيا عن تحفظاتها عن الممارسات هناك. ويستعد الكونغرس الأميركي للتحقيق في مذكرات السلوك للمحققين في غوانتانامو والموضوعة منذ 2002، كما يستعد لاستجواب غونزاليس. وسحبت المحكمة العليا الصفة القانونية عن المحاكم العسكرية الاستثنائية التي أنشأها بوش لمحاكمة"المقاتلين الأعداء"في غوانتانامو. مخاوف ألمانية في المانيا، رفعت الحكومة أمس وتيرة تحذيراتها من تعرض مصالحها في الداخل والخارج إلى اعتداءات إرهابية، خصوصاً في أفغانستان وباكستان، مشيرة إلى وجود أكثر من 10 ألمان في معسكرات تدريب هناك وإلى تهديدات مباشرة بتنفيذ عمليات انتحارية. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية الألمانية كريستيان غونتر زاكس المعلومات التي أدلى بها وكيل الوزارة أوغوست هانينغ إلى صحيفة"زوددويتشه تسايتونغ"الصادرة أمس، وأشار فيها إلى تزايد المعلومات لدى السلطات الأمنية الألمانية في الأيام الأخيرة، عن إمكان وقوع اعتداءات. ونقلت الصحيفة عن هانينغ قوله:"نحن في حالة إنذار".