قصفت طائرة إسرائيلية، بيت الشاعر الغزاوي عثمان حسين، فأحالته ركاماً. وفي اتصال سبق، بساعة تقريباً، القصف العنيف الذي هدم المنزل، سعيت الى الاطمئنان عليه، ناهيك باتصالات بمدينة خان يونس التي تعيش الأحداث نفسها، بعدد من الشعراء والكتاب والفنانين التشكيليين الغزاويين القاطنين على التخوم، في شمال القطاع وجنوبه، حيث تدور الأعمال القتالية بضراوة بين عناصر المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال. أحد هذه الاتصالات كان مع الشاعر عثمان حسين الذي لجأ الى أحد بيوت أزقة"مخيم رفح"للاجئين هو وعائلته المؤلفة من خمس بنات وابن وحيد ومعظمهم أطفال. وكان حسين نزح من منزله المكّون من طابقين في فناء مزروع بالأشجار المثمرة والكائن في منطقة تعرف ب"الشوكة"في جنوب شرقي مدينة رفح بالقرب من معبر أو ثكنة"كرم أبو سالم"، حيث اختطفت المقاومة الفلسطينية الجندي الاسرائيلي الشهير جلعاد شاليط قبل نحو ثلاثة أعوام، على الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة. كانت دبابة إسرائيلية قد أطلقت قذيفة في محيط منزل حسين قبل أن تقصفه الطائرة بدقائق. عثمان حسين الذي يقف اليوم على أنقاض منزله المدّمر على رغم خطورة الظرف الأمني على حدود القطاع، لم يستفق من تجربة الاعتقال والتعذيب في أحد سجون"الحكومة المقالة"، وكان أطلق سراحه قبل بضعة أيام من بدء الحرب على غزة. والشاعر عثمان حسين معتاد على الاعتقالات المتكررة، ولكن على أيدي قوّات الاحتلال. وكتب مرّة عن تجربة اعتقال الاحتلال له ونقله ب"الميركافاه"الى الثكنة العسكرية:"كانت الانفعالات حادة ومتناقضة ومتداخلة. فقدت إحساسي بالجسد والزمن معاً. شعرت أنني كيان هلامي يسبح في الفراغ. وفي كل مرة نصل إلى كرم أبو سالم نمرّ بإجراءات أمنية خيالية، تمهيداً لمواجهة ضابط ال"شين بيت"، ليسأل: أنت فتح ولاّ حماس؟ وفي كل مرة أجيبه: أنت تسحبني كالغنم من بين أطفالي مقيّداً ومعصوب العينين لتسألني عن فتح وحماس؟ لعنة الله على البشرية جمعاء!". وعثمان حسين مواليد رفح - 1963، رئيس تحرير مجلة"عشتار"الأدبية. شغل منصب سكرتير اتحاد الكتاب الفلسطينيين 1991 - 1993، والمدير التنفيذي لمؤسسة بيسان للإعلام 1993 - 1997. وهو حالياً مدير الدائرة الثقافية في"مركز التخطيط الفلسطيني". من أعماله"رفح... أبجدية ومسافة وذاكرة"بالاشتراك مع خالد جمعة - 1992،"البحّار يعتذر عن الغرق"1993،"مَن سيقطع رأس البحر؟"1996."له أنتِ"2000،"الأشياء متروكة إلى الزرقة"2004.