عندما يتعرض الجسم للعدوى بجراثيم المكورات العقدية، تفرز الأخيرة أنزيماً يدعى"الستريبتوليزين"في استطاعته تخريب كريات الدم الحمر، ورداً على هذا الأنزيم ينتج الجسم مضادات أجسام تعرف باسم أضداد الستريبتوليزين. تُقاس أضداد الستريبتوليزين في مصل الدم من أجل تحري الآفات الناتجة من العدوى بالمكورات العقدية مثل الحمى الروماتيزمية والتهاب الكبب والكلية والتهاب شغاف القلب والحمى القرمزية والتهاب الحلق والتهاب الجلد. بعد أسبوع الى أسبوعين من حصول التهاب بالمكورات العقدية تظهر أضداد الستريبتوليزين في الدم، ومن ثم ترتفع نسبتها بالتدريج لتصل الى أعلى حد لها بعد مرور 30 يوماً على الإصابة الالتهابية، ومن ثم تبدأ نسبة تلك الأضداد في الهبوط تدريجاً، ولكن في بعض الأحيان تبقى نسبة الأضداد مرتفعة أربعة أشهر أو ستة. إن العيار العالي للأضداد غير نوعي لآفة تالية للمكورات العقدية، غير انه وحده يدل إلى ان عدوى حديثة بتلك الجراثيم تحصل أو أنها حصلت. إذا ارتفعت قيم أضداد الستريبتوليزين عند المرضى المصابين بالتهاب الكبب والكلية أو التهاب شغاف القلب، فيمكن الافتراض أن الآفة ناتجة من العدوى بالمكورات العقدية، وفي هذه الحال تتم برمجة تحليل دم ثان لتحري الفارق بين الطور الحاد وطور الهجوع للمرض، كما يتم الشروع في فحص دم آخر لإجراء اختبار مناعي لا يخفى على الطبيب بهدف رصد الأضداد التي تنتجها المكورات العقدية من النوع أ. ان القيم الطبيعية لأضداد الستريبتوليزين في الميلليتر الواحد للدم هي: - عند حديثي الولادة حتى 160 وحدة تود تود وحدة قياس مخبرية. - من ستة اشهر الى سنتين حتى 50 وحدة تود. - من سنتين الى أربع سنوات حتى 160 وحدة تود. - من 5 الى 12 عاماً ما بين 170 و 330 وحدة تود. - عند البالغين والكهول حتى 160 وحدة تود. أما القيم العالية لأضداد الستريبتوليزين فتحدث في الأمراض الآتية: - العدوى بالمكورات العقدية. - التهاب الكبب والكلية الحاد. - التهاب شغاف القلب. - الحمى القرمزية. - الحمى الروماتيزمية. هناك عوامل تتدخل في إعطاء نتائج كاذبة، فمثلاً في حال ارتفاع مستوى"بيتاليبوبرتين"فإنه يعطي قيماً عالية كاذبة. أما في حال تناول بعض الأدوية، فإن القيم تنخفض، وهذا ما يشاهد عند تناول المضادات الحيوية، والستيروئيدات القشرية للغدة فوق الكلية. يجدر التذكير بأن المكورات العقدية هي جراثيم إيجابية توجد على شكل سلاسل، وتنتمي الى عائلة الجراثيم اللاهوائية، ولكن في إمكانها العيش بوجود الهواء، وهناك ثلاثة أنواع منها هي: المكورات الحالّة للدم من نوع ألفا. المكورات الحالّة للدم من نوع بيتا. المكورات غاما، وهي لا تسبب انحلال كريات الدم. ان التهاب البلعوم واللوزتين بالمكورات العقدية أمر شائع، وإذا لم يعالج بجد فيمكنه ان يسبب الحمى الروماتيزمية التي تصيب القلب والمفاصل، ومن الصعب سريرياً التمييز بين التهاب الحلق الجرثومي والتهاب الحلق الفيروسي، ولكن يمكن من طريق أخذ مسحة من الحلق ومن ثم زرعها في المختبر. وإذا تم رصد المكورات السبحية، فلا بد من المباشرة في علاجها بالمضادات الحيوية لمدة عشرة أيام بالتمام والكمال حتى ولو ولت العوارض باكراً. نشر في العدد: 16708 ت.م: 01-01-2009 ص: 27 ط: الرياض