تبنى زعيم"الحزب الإسلامي"في أفغانستان رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار في شريط فيديو بثته وكالة انباء افغانية خاصة أمس، مسؤولية حزبه عن المكمن الذي قتل فيه عشرة من جنود فوج المظليين الثامن لمشاة البحرية الفرنسية قرب كابول في 18 آب أغسطس، معترفاً بمقتل عشرة من عناصره في الاشتباك. وتبنت حركة"طالبان"سابقاً المكمن الذي نصبه بين 140 و170 مسلحاً مدججين بالسلاح في وادي اوزبين بمنطقة ساروبي التي تبعد مسافة ستين كيلومتراً شرق كابول، علماً ان الهجوم ادى الى حصيلة القتلى الأكبر في صفوف القوات الدولية في افغانستان منذ اطاحة نظام"طالبان"نهاية عام 2001، فيما اعلنت القوات الفرنسية مقتل حوالى 74 متمرداً، لكنهم اقروا بعدم العثور الا على جثة واحدة للمتمردين القتلى في اعقاب المعركة. وهدد حكمتيار بشن هجمات جديدة ضد القوات الأجنبية في افغانستان، داعياً المتمردين الأفغان الى عدم استخدام الهواتف النقالة والمرتبطة بالأقمار الاصطناعية خلال المعارك، علماً انه يرتبط بعلاقات غامضة مع"طالبان"التي واجهت قواته خلال زحفها للسيطرة على افغانستان بين عامي 1994 و1996، ثم رفضت بعد اطاحة نظامها مرات اقتراحات قدمها حكمتيار لإقامة جبهة مشتركة ضد القوات الاجنبية. وتتمتع مجموعة حكمتيار بقواعد قديمة عند مشارف كابول وشرق افغانستان، في حين تقع معاقل"طالبان"تاريخياً في جنوبافغانستان. على صعيد آخر، أعلن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ان بلاده ترى فرصاً جديدة للعمل مع باكستان للقضاء على ملاذات المتشددين على الحدود. وقال لشبكة"سي ان ان":"نملك فرصة العمل معاً في ظل وجود الحكومة الديموقراطية الحالية"، معتبراً ان الرئيس الباكستاني الجديد آصف علي زرداري أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو"يرى الأشياء في بشكل مماثل، لأن عائلته وبلاده عانتا من الهجمات الإرهابية". وحذر كارزاي من ان الفشل في التعامل مع الملاذات الحدودية التي تستخدمها"طالبان"وتنظيم"القاعدة"لشن هجمات في افغانستانوباكستان، والتي ربما تؤوي زعيم"القاعدة"اسامة بن لادن وكبار الزعماء المتشددين الآخرين، سيؤدي الى اطالة امد الحرب والمعاناة. وقال:"اذا عثر على الملاذات في افغانستان فيجب ان نتعامل معها في افغانستان، واذا عثر عليها في باكستان فيجب التعامل معها هناك". وتجادل كارزاي مرات مع الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف في شأن عمليات التسلل عبر الحدود، واعتبر عدم تعاون الدولتين الحليفتين للولايات المتحدة عائقاً امام الحرب ضد الإرهاب. ورحبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الجمعة الماضي بما اسمته"روحاً جديدة"بين زعيمي باكستانوافغانستان، مؤكدة ان ذلك سيساعد الجهود الدولية التي تهدف الى تحقيق الاستقرار في المنطقة الحدودية. وقالت رايس ان الزعيمين الأفغاني والباكستاني يملكان افكاراً حول كيفية تحقيق بعض المصالحة السياسية في مناطق قبلية مختلفة على جانبي الحدود، وكيفية استخدام ذلك لتوفير استقرار اكبر.