هل تدخل رحلة الطيّار إيف روسي التاريخ، بعدما عبر بحر المانش، بين فرنسا وبريطانيا، طيراناً بجناح نفّاث ثبُت الى كتفيه وظهره، مستهلا عصر جديد من الطيران؟ وعلى غرار ما اعتبرت رحلة الطائرة الأولى للأخوة رايت التي أقلعت من مرتفع في مدينة"كيتي هوك"الأميركية العام 1903، في بداية عصر الطيران، لم يتردّد البعض في وصف رحلة روسي، التي استغرقت قرابة عشر دقائق، بأنها بداية زمن يتحوّل فيه جسد الإنسان طائرة بفضل"اندماجه"مع الآلات، على نحو ما يحلم به كثيرون من العلماء المتخصصين بصناعة"البيونيكس"التي تسعى الى اختزال المسافة بين أعضاء الجسد وبدائلها الاصطناعية المؤتمتة. ومن ميناء كاليه الفرنسي، أقلعت طائرة صغيرة حاملة الطيار السويسري 49 عاما الى علو 2500 متر. ثم شغّل المحرك النفّاث لجناح ثُبّت على كتفيه، ورمى بنفسه في الهواء. وشغّل المحركات التوربينية الأربعة التي تعمل بالكيروسين، وقد حمته بذلة خاصة مما نفثته تلك المحركات. وقطع مسافة 35.4 كيلومتر، قبل أن يهبط بسلام في مرفأ دوفر الانكليزي، بواسطة مظلة حديثة. وعبر روسي المسار الذي اتبعه الطيارّ الفرنسي لويس بليريو الذي كان أول من عبر المانش بالطائرة قبل 99 عاماً. وبُثت الرحلة مباشرة عبر قناة"ناشيونال جيوغرافيك"الفضائية. وفي لقاء مع"هيئة الإذاعة البريطانية"، كشفت مُعدة التغطية التلفزيونية أن روسي لم يكن خائفاً خلال تحليقه. وبيّنت أنه قاد طائرات"ميراج"فرنسية أثناء خدمته العسكرية، وأنه يقود راهناً طائرات"ارباص"العملاقة. وأطلقت وسائل الإعلام على الطيّار روسي لقب"فيوجن مان"، في إشارة الى أنه بدا وكأنه جسم أنسان مندمج في جناح حديد نفّاث، وكذلك الى أهمية رحلة لصناعة"البيونكس"التي تهتم بالمزج بين الجسد الإنساني وبدائله الاصطناعية الذكية.